محمد بن عمران المرزباني

Monday, June 20, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: حسن نجفی
موارد بیشتر برای شما
محمد بن عمران المرزباني

(297ـ384هـ/909ـ994م) أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى بن سعيد بن عبيد الله، الكاتب، الأديب، المؤرخ والناقد، المعروف بالمرزباني، الخراساني الأصل، البغدادي المولد والوفاة. لم تعطِ مصادر الأدب التي وصلت إلينا صورة مفصلة كاملة عن أسرته سوى أنّ أباه عمران كان نائب صاحب خراسان ببغداد، ونسبة (المرزباني) كما يقول ابن خلكان عائدة إلى بعض أجداده اسمه (المرزبان)، وهذا الاسم لا يطلق عند الفرس إلا على الرجل المقدم العظيم القدر، وتفسيره بالعربية (حافظ الحد)، وقد مدح أباه أحدُ الشعراء فقال فيه:

إلى المرزبان الهمام أخي الندى                  

أليفِ السّدى عمرانَ والعرف صاحبه

غزير الحجا يزهو به كل ذي حجا                       

كما فخرت بالمرزبان مرازبه

تَقَيّل من موسى وآبائه الندى                     

وبالسلف الأمجاد جَلّت ضرائبه

فأبوه أبو علي عمران أخو الندى، غزير الحجا، سليل أمجاد، وارث الكرم والعلياء عن أبيه موسى والذين لا يجود الدهر بأمثالهم.

أجمع الذين أرخوا له أنه كان أحد الفضلاء الأدباء المشاهير في عصره: راوية، ثقة، صدوقاً، وأنه كان من أصحاب اليسر والغنى والفضل والكرم، سخياً منعماً على أساتذته وتلامذته، وأن بيته كان ملتقىً لأهل العلم والأدب، ويروى عنه أنه قال: «في داري خمسون ما بين لحاف ومحبرة مُعدّة لأهل العلم الذين يبيتون عندي».

قصده علماء عصره وأدباؤه فسمع منهم وأخذ عنهم، كما سمعوا منه وأخذوا عنه، وبقي إلى أن مات موضع احترام رجال عصره وتقديرهم لما تمتع به من صفات عظيمة، ووصفوه بأنه من محاسن الدنيا، وأنه ممتع المحاضرة والمذاكرة، وأنه ثقة ذكي حسن الترتيب لما يجمع، ولا شيء نعرفه عن حياته اليومية سوى أنه شغف بالخمر، وأن عضد الدولة البويهي سأله مرة عن حاله فقال: كيف حال من هو بين قارورتين ـ يعني المحبرة وقدح النبيذ ـ وفيها يقول:

ولي ولها إذا الكاسات دارت                     

رُقى سحر يفك عرى الهموم

معاتبة ألذ من الأماني                            

وبث جوى أرق من النسيم

فالصورة الواضحة المتكاملة لأسرة المرزباني غير متوافرة: نشأته وتعليمه وصباه، وشبابه، ورجولته، بل وحياته الخاصة ورحلاته، وقد توزعت حياة المرزباني ثلاثةُ اهتمامات، انشغل بها وتثقف لها وأثرت فيه تأثيراً مباشراً، فكان أولها اهتمامه بالسياسة وثانيها الفلسفة، وثالثها الأدب فكان من مؤرخي الشعر ونقاده، صاحب تصانيف وتواليف مشهورة، عارفاً بالأخبار، وصفه الحموي في معجم الأدباء بأنه كان «راوية صادق اللهجة، واسع المعرفة بالروايات، كثير السماع، وأنه كان ثقة صدوقاً من خيار المعتزلة».

مؤلفاته وتصانيفه:

يُعد المرزباني صاحب مصنفات ومؤلفات كثيرة إلا أنّ أكثرها لم يصل إلينا، كما يعد صاحب أخبار ورواية للأدب والشعر.

ذكر المؤرخون له اثنين وستين كتاباً تدور في ثلاثة محاور:

الأول: في الشعر، صنعته وأجناسه ومناسباته.

الثاني: في الشعراء، جماعات وأفراد.

الثالث: في موضوعات متفرقة (دينية وعقائدية وتاريخية وثقافية…).

فمن مؤلفاته: كتاب «الشعر» و«المفصل في البيان والفصاحة» و«الزهد وأخبار الزهاد» و«المديح في الولائم والدعوات» و«الشيب والشباب» و«الهدايا» و«الدعاء» و«التهاني» و«الدنيا» و«الفرج» و«الموشح»، و«الرياض» و«أخبار شعراء الشيعة» و«أشعار النساء» و«أشعار الخلفاء» و«أخبار أبي تمام» و«أخبار أبي مسلم الخراساني».

ويبقى «معجم الشعراء» من المؤلفات المهمة التي تركها المرزباني في مكتبتنا العربية حيث ذكر فيه خمسة آلاف اسم من أسماء الشعراء رتبها على حروف المعجم بدأ بحرف الألف وانتهى بحرف الياء، إضافة إلى ذكر أبيات يسيرة من مشهور شعر كل واحد فيهم، فلم يتقيد بشهرة الشعراء ولا بعصورهم وأجناسهم، وإنما يلتزم بإيرادهم حسب حروف المعجم.

المعجم في جزأين حقق عبد الستار أحمد الفراج الجزء الثاني منه أما الأول فمفقود.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.