مارتشيلّو مسترويانّي

Tuesday, September 27, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
مارتشيلّو مسترويانّي

(1924ـ 1996م) مارتشيلّو مسترويانّي Marcello Mastroianni، من أشهر الممثلين الإيطاليين الذين عرفتهم السينما العالمية في العقود الثلاثة التي تلت الحرب العالمية الثانية. ولد في فونتاناليري Fontana Liri وتوفي في باريس. تخرج في أكاديمية الفنون المسرحية في روما، وسنحت له الفرصة للعمل في السينما بأدوار هامشية مثل فيلم «إكليل من حديد» Corona di ferro ت(1941)، للمخرج أليساندرو بلازيتي A. Blasetti، وكذلك في فيلـم «الأطفال ينظرون إلينا» i Bambini ci guardano للمخرج فيتوريو دي سيكا V.De. Sica.

لفتت جودة أداء مسترويانّي انتباه المخرج لوكينو فيسكونتي L.Visconti فأسند إليه أدوراً مهمة في المسرح وفي السينما مثـل: «عربة تدعى اللذة» un Tram che si chiama desiderio  ت(1949)، و«صاحبة الفـندق» la Locandiera، و«الأخوات الثلاث» le Tre sorelle  ت(1952)، و«موت بائع متجول»Morte di un comesso viaggiatore  ت(1952). كما لفت انتباه الجمهور والنقاد إلى موهبته في التمثيل في فيلم «فتيات ساحة إسبانيا» le Ragazze di piazza di Spagna  ت(1952)، للمخرج لوشيانو إيمر L.Emmer الذي كان قد أسند إليه دور البطـولة في فيلـم فكاهي (كومـيدي) آخــر «يوم أحد في شهر آب» Domenica d’Agosto  ت(1950).

بدأ مسترويانّي العمـل في أفلام ذات طابع اجتماعي هادف، مثل فيلم «حمى العيش» Febbre di vivere  ت(1953)، وفيلم «أحداث عشاق فقراء»Cronache di poveri amanti  ت(1954)، وكشـف فيها عن مهارة فائقـة في السيطرة على أحاسيس شخصياته ومشاعرها، في مرحلة كانت السينما تتخبط بين الواقعـية الجـديدة وبين الفكاهة (الكوميديا) على الطريقـة الإيطالية. تجلت هذه السيطرة في أفـلام مثل: «أيام الحب» Giorni d’amore للمخرج دي سانتيس De Santis، عندما استطاع مستروياني أن يعيش دوره الشعبي بصورة كوميدية شاملة. أما المخرج بلازيتي فقد أسند إليه أدوراً مأسوية تميل في طبيعتها إلى (الكوميديا) مع شيء من السذاجة والاستقامة والشرف. وفي المقابل، كان أمامـه شخصية نسـائية شابة في غاية الحـذاقة والخبث مثّلتها النجمـة صوفيا لورين S.Loren، وقد كوَّنا معاً ثنائياً ناجحاً في العديد من الأفلام. لكن أفضل النتائج حصلا عليها فـي فيلـم «واحسرتاه كونه وضيعاً» Peccato che sia una canaglia ت(1954)، و«من السعد أن تكوني امرأة» la Fortuna di essere donna  ت(1955).

استمر مسترويانّي بالعمل المسرحي مع فيسكونتي على الرغم من قيامه ببطولة فيلم «الليالي البيضاء» le Notte bianche ت(1959) عن رواية دوستويفسكي Dostoevski، ويعد هذا الفيلم أول تجربة جادة في مسيرته الفنية.

عاد مسترويانّي قوياً في افلامه وخاصة في واحد من أهم نماذج (الكوميديا) الإيطالية، وهو فيلم «المجهولون أنفسهم» i Soliti ignoti للمخرج ماريو مونيشلّي M.Monicelli أمام عمالقة (الكوميديا) في المسرح والسينما في ذلك الوقت، مثل توتو Totó وفيتوريو غاسمان V.Gassman. وبرز في هذه الأفلام موهبة فريدة لما يتمتع به من طاقة تعبيرية خلاّقة وأصالة في أدائه للشخصية بعيداً عن التقليد الآلي، هذا إضافة إلى المؤهلات الجسدية التي جعلت منه نموذجاً جذاباً أمام الكاميرا. يُرى هذا النضوج والسحر في أدائه في رائعة فلّيني Fellini السينمائية «الحياة الحلوة» la Dolce Vita ت(1959) أمام النجمة العالمية آنيتا إكبرغ A. Ekberge. وقد جعل هذا الفيلم من مستروياني نجماً عالمياً لجيل كاملٍ، وكان انعطافة كبرى في مسيرته الفنية. وقد استطاع من خلال نظرات شخصيته أن يجسـد قلق الجيل المثقف وأزمته، وأن يعبر بعمق ووضوح عن التحولات الكبرى التي طرأت على عادات المجتمع الإيطالي وتقاليده لما بعد الحرب العالمية الثانية.

استمر مسترويانّي بتأدية الأدوار الدرامية المعقدة عندما جسَّد شخصية أنطونيو في فيلم «أنطونيو الجميل» il bell’ Antonio ت(1960) للمخرج بولونييني Bolognini. أما المخرج أنطونيوني Antonioni فقد رشحه لبطولة أحد أفلام ثلاثيته وهو فيلم «الليل» la Notte ت(1960). في العام نفسه، رُشِّح مسترويانّي لبطولة فيلم «حياة خاصة» Vita Privata للمخرج لويس مال L.Malle. تبعه، عام 1962، الفيلم (الكوميدي) الساخر «طلاق على الطريقة الإيطالية» Divorzio all’Italiana للمخرج بيترو جيرمي P.Germi. تألق مسترويانّي في هذا الفيلم بشخصية البارون الصقلي تشيفالو Cefalu أمـام الممثلة ستيفانيا ساندريلّي S.Sandrelli، وحاز الفيلم إعجاباً كبيراً من الجمهور.

في عام 1963 سُلِّطت الأضواء عليه من جديد في فيلم «ثمانية ونصف» Otto e Mezzo الذي عدّه النقاد سيرة ذاتية لفلّيني، وحاز الفيلم جائزة الأوسكار، وأصبح مسترويانّي نجماً من الطراز الأول. في العام نفسه أنجز فيلم «وقائع عائلية» Cronache Famigliari للمخرج فاليريو زورليني V.Zurlini، ثم فيلم «الرفاق» i Compagni للمخرج مونيشلّي، ثم استدعاه فيتورو دي سيكا لعملين سينمائيين رائعين، الأول هو «البارحة واليوم وغداً» Ieri¨ Oggi¨ Domani  ت(1962)، ثم «زواج على الطريقة الإيطالية» Matrimonio all’Italiana أمام صوفيا لورين الذي رشحه للأوسكار.

حرضّت مشاركة مستروياني العمل مع مخرجين من طراز ماركو فيريري M.Ferreri، وإيتوري سكولا E.Scola على إبداع شخصيات متميزة في أفلام مثل «بريك آب» Break- up  ت(1965) و«إذا سمحت» da Permettere، و«روكو باباليو» Rocco Papaleo ت(1971)، و«الكلبة» La Cagna مع النجمة كاترين دنوف C.Deneuve، ثـم الفيلم الذي أضحك العالم أجمع: «التخمة الكبرى» la Grande Abbuffata ت(1973)، و«لا تـلمـس المرأة البيضاء» Non Toccare la Donna Bianca  ت(1974)، و«قصة بييرا» Storia di Piera ت(1983). وتألق الثنائي مسترويانّي - لورين من جديد في فيلم «يوم خاص» una Giornata Particolare ت(1977) من إخراج سكولا، ثم تبعه فيلم «الشرفة» la Terrazza ت(1980)، وفيلم «العالم الجديد» il Mondo Nuovo ت(1982).

عمل مستروياني كذلك مع الأخوة تافياني Fratelli Taviani في فيلم «هيا يا أولاد» Allons Enfants  ت(1974)، ومع المخرج ماركو بِلّوكيو M. Bellocchio الذي أسند إليه دوراً صعباً في فيلم «هنري الرابع» Enrico 1V ت(1984). ثم عمل كذلك، من جديد، مع المخرج مونيشيلّي في فيلم «حياتا ماتيا باسكال» Le Due Vite di Mattia Pascale ت(1985).

في السنوات الأخيرة من حياة مستروياني الفنية أتته الفرص الأفضل من السينما العالمية، فعمل مع المخرج اليوناني تودوروس أنغلوبولوس T.Angelopoulos في فيلمين الأول بعنوان «الطيران» il Volo ت(1986)، ثم فيلم «الخطوة المعلقة لطائر اللقلق» il Passo Sospeso Della Cicogna  ت(1991). كما اشترك في فيلم مذهل مع سيلفانا مانغانو S.Mangano بعنوان «العيون السوداء» Oci ciornie ت(1978)، للمخرج الروسي نيكيتا ميكالكوف N.Michalkov وحاز فيه جائزة الأوسكار. ثم عمل مع المخرج روبرت ألتمان R. Altman في فيلم «ملابس جاهزة» Prêt- à-Porter ت(1994)، ثم مع المخرج البرتغالي العالمي مانويل دي أوليفييرا M. de Oliveira في فيلم «رحلة إلى بداية العالم» Viaggio all’inizio del Mondo ت(1996)، وقد وصف النقاد أداءه، في هذا الفيلم الحزين، عبقرياً. وأظهر أخيراً، في عام 1997، فيلماً فيه شهادات مصورة ولوحات اعتراف مؤثرة لفيلم تسجيلي بعنوان «أتذكر، نعم أتذكر» Mi ricordo si mi Ricordo مع رفيقة حياته الأخيرة آنا ماريا تاتو A.M.Tato.

تعد المسيرة الفنية لمارتشيلّو مستروياني غنية جداً، فقد شارك في بطولة أكثر من سبعين فيلماً إيطالياً وعالمياً، وفي عشرات الأعمال المسرحية.
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.