علي بن الحسين المسعودي

Tuesday, September 27, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
علي بن الحسين المسعودي

(… ـ 346هـ/… ـ 957، 958م) مؤرخٌ، أخباري، صاحب فنون، رحالة جغرافي، علاّمة، صاحب ملحٍ وغرائب وعجائب، ولد ونشأ في بغداد، درس النحو وعلوم الحديث على علماء عصره، رحل في طلب العلم إلى أقصى البلاد، يعدُّ واحداً من كبار الرحالة والجغرافيين العرب والمسلمين الذين قدموا إسهاماتٍ بارزة في ميدان أدب الرحلة في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، وقدموا صوراً للعالم القديم بأقسامه الشائعة والمعروفة، والبعيدة المجهولة. قام بعددٍ من الرحلات استغرقت زهاء أربعين عاماً من حياته وبدأها من عام 303هـ/915م، زار في الأولى: فارس والهند والصين وعُمان وجزيرتي مدغشقر وزنجبار، وفي الثانية: زار أذربيجان والشام، وفي عام 332هـ قدم أنطاكية والثغور الشامية ودمشق واستقر بمصر، حتى وافاه الأجل فيها عن خمسةٍ وثمانين عاماً.

كان مؤرخاً جغرافياً جمع في مؤلفاته بين التاريخ والجغرافية، معتمداً في عمله ذلك على التدقيق والمشاهدة، وعدم الاعتماد على المقولات التي يتناقلها الخلف عن السلف من دون إعمالٍ للفكر والتمحيص، لذا فهو يقول: «ليس من لزم جهة وطنه وقنع بما نُمي إليه من الأخبار عن إقليمه كمن قسّم عمره على قَطْعِ الأقطار، ووزّع أيامه بين تقاذف الأسفار، واستخراج كل دقيقٍ من معدنه، وإثارة كل نفيسٍ من مكمنه». تعدّ كتبه على جانبٍ عظيمٍ من الأهمية لما تضمنته من المعلومات والأخبار عن الأمم والأقوام والبلدان، والممالك التي زارها براً وبحراً، لكن ينقصها الترتيب، وقد فُقِدَ قسمٌ كبيرٌ منها. وضع المسعودي كثيراً من المؤلفات بلغت سبعة عشر كتاباً وفقاً لما استخلصه وأحصاه محقق كتاب «مروج الذهب» محمد محيي الدين عبد الحميد، منها: «مروج الذهب ومعادن الجوهر»، «التنبيه والإشراف»، «أخبار الزمان ومن أباده الحدثان»، «فنون العارف وما جرى في الدهور السوالف»، «المقالات في أصول الديانات»، «كتاب الرسائل»، «الخوارج»، «الاستذكار لما جرى في سالف الأمصار»، «حدائق الأذهان في أخبار آل محمد عليه الصلاة والسلام»، «التاريخ في أخبار الأمم من العرب والعجم»، «خزائن الملك وسر العالمين»، «الصفوة في الإمامة». تحدّث في كتابه «أخبار الزمان ومن أباده الحدثان من الأمم الماضية والأجيال الخالية والممالك الدائرة»، عن الحوادث والأحداث المختلفة وصولاً إلى عام 332هـ/943م، وافتتح كتابه «مروج الذهب» بالتعريف بكتاب «أخبار الزمان»، الذي لايزال يُعدُّ في كتبه المفقودة، ويتبين من تلك الإشارات أنه مبنيٌ على ثلاثين فناً، تتضمن الحديث عن أخبار السودان، والبحار والأنهار والبحيرات، وغير ذلك، وذكر أنه اختصره في كتاب سماه: «الأوسط»، ثم اختصر الأوسط هذا في كتاب «مروج الذهب ومعادن الجوهر»، وهو من أشهر مؤلفاته، وطبع مراراً، وقد وصف فيه الخليقة وقصص الأنبياء، ثم وصف البحار والأرضين وما فيهما من العجائب بما في ذلك تواريخ الأمم القديمة من الفرس والسريان واليونان والرومان والإفرنج، ومصر وأخبار الإسكندرية والسودان والصقالبة والعرب القدماء؛ عاد؛ وثمود، وأديانهم وعاداتهم، ومذاهبهم و أوابدهم، وأطوال الشهور والتقاويم القديمة عند الفرس والعجم، وشهور القبط والسريانيين، وِسني العرب، والبيوت المعظمة وغيرها، وملوك الحيرة، والشام، والكهانة والقيافة، ثم انتقل إلى الحديث عن تاريخ الرسالة الإسلامية منذ ظهور النبيr، إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفانt، وبعد ذلك تابع الحديث عن خلافة الإمام علي بن أبي طالبt إلى أيام المطيع العباسي (334 ـ 363هـ)، وذكر من حجَّ بالناس من أول الإسلام حتى عام 335هـ/946م، وغير ذلك من الموضوعات المهمة التي تطرّق إليها. نقل كتابه هذا من عشرات الكتب التاريخية التي كانت موجودة في زمانه، وقد رتب كتابه على ذكر الممالك والدول، وليس على ترتيب السنين كما جرت عليه الأمور من قبل العديد من المؤرخين السابقين له، ومزجه بأخباره التي حصل عليها من خلال أسفاره ورحلاته، وأضاف فيه أشياء لم تكن في أخبار الزمان، كما أشار إلى أنه أضاف فيه القول في الموسيقى وأصحاب الملاهي والإيقاع وأصناف الرقص والطرب والنغم. وقد شرع في تأليفه إبان وجوده في البصرة عام 332هـ/943م، التي كان قد سكنها لصحبة شيخها المعمر أبي خليفة الجمحي، وفرغ من تأليفه في عام 336هـ/947م، وراجعه في عام 345هـ/956م، قبل وفاته بعامٍ واحد، وهي السنة التي انتهى فيها من تأليف كتابه «التنبيه والإشراف»، وقد صلت عدة نسخ من مخطوطات هذا الكتاب، وقد طبع أول مرة في بولاق عام 1866م.

ومن الكتب المهمة للمسعودي أيضاً كتاب «التنبيه والإشراف»، وقد وضعه ليكون تذكرة لما اشتملت عليه مؤلفاته، من مختلف موضوعات العلوم والفنون الجغرافية والفلكية والتاريخية، ألفه قبيل وفاته بزمن قليل، وذلك في خلافة المطيع العباسي عام 345هـ/956م، في أثناء إقامته في مصر، وافتتحه بوصف مؤلفاته ومنزلة هذا الكتاب منها، مصرِّحاً بأنه أودع في هذا الكتاب لمعاً مما توّسع فيه في كتبه، ولذلك كان السبب في تسميته «بالتنبيه والإشراف»، وبهذا يُلحظ نوع من التكامل في تلك المؤلفات التي تعد بمجموعها موسوعة من المعارف في شتى الفنون والعلوم والمعلومات، وقد نُشر هذا الكتاب عام 1894 م في ليدن، ثم طبع في القاهرة عام 1938م بعناية عبد الله الصاوي، وأعيد طبعه مؤخراً.
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.