(1915ـ 1966م) كامل جميل مروّة، رائد من رواد الصحافة، ومن كبار كتّابها، لا بل شهيدها وشهيد الفكر الحر والحرية في لبنان. ولد في قرية (الزرارية) من أعمال صيدا في جنوب لبنان، وتيتم باكراً. تلقى دروسه الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدرسة الفنون الأمريكية في صيدا، ونال لتفوقه منحة دراسية تابع فيها دراسته العالية في الجامعة الأمريكية في بيروت، وتخرج فيها عام 1932، ثم انتقل إلى جريدة «النهار» عند صدورها عام 1933، وعمل مع مؤسسها جبران التويني (1890- 1947) الذي درس عليه فنون الصحافة.
أصدر عام 1939 عقب نشوب الحرب العالمية الثانية مجلة أسبوعية باسم «الحرب الجديدة المصورة» إلى جانب عمله في «النهار»، وفي عام 1941 هرب من السلطات الفرنسية، ولجأ إلى تركيا، ثم ألمانيا فبلغاريا حيث أقام خمس سنوات، وعندما عاد إلى لبنان اعتقلته السلطات الفرنسية مدة شهرين وعشرة أيام إلى أن أفرج عنه في عهد الاستقلال.
قام بجولة في بلدان الاغتراب اللبناني، ولما عاد أصدر جريدة «الحياة» في 25 كانون الثاني/يناير سنة 1946؛ متخذاً من العبارة المأثورة «الحياة عقيدة وجهاد» شعاراً له، وفي صيف عام 1952 أصدر جريدة «الدايلي ستار» أي النجمة اليومية؛ باللغة الإنكليزية، فلقيت الجريدتان ـ ولاسيما جريدة الحياة ـ انتشاراً واسعاً في لبنان والعالم العربي؛ لما امتازت به من فكر نيّر، ونقد صريح، وموقف رصين عادل ومتزن، وتفهّم صحيح لمبادئ السياسة العربية في الداخل والخارج، فكان موقفه هذا وتمسّكه بهذه المبادئ الشريفة سبباً في نظر بعض الجهات؛ للتخلص منه وتدبير قتله، وبينما هو في مكتبه في الجريدة مساء يوم 16/5/1966 فاجأه أحد الجناة، وأطلق الرصاص عليه، فأرداه قتيلاً على الفور، ثم اعتقل القاتل… وقد كان اغتياله كارثة على الصحافة في لبنان بعد أن كان فيها مشعلاً وهّاجاً، كما كان مثالاً رائعاً وحيّاً للمبادئ السامية، والأخلاق الرفيعة، والأقلام الجريئة… وقد وضعت أخته السيدة دنيا مروّة؛ زوجة صلاح الدين المنجد، كتاباً عنه، تضمن سيرة حياته، والدراسات التي كتبها عنه زملاؤه وأصدقاؤه، أسمته «كامل مروّة كما عرفته».
وقد أصدر كامل مروّة كتابين فقط، هما: «نحن في إفريقيا»، «ستة في طيارة».
