المِسْوَّر بن مَخْرَمَة

Saturday, October 1, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
المِسْوَّر بن مَخْرَمَة

(2 ـ 64هـ/623 ـ 683م) المِسْوَّر بن مخرمة بن نوفل بن أهيب ابن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري، ولد في مكة المكرمة بعد الهجرة بسنتين، وعاش فيها إلى أن بلغ ست سنين، ثم هاجر مع والده إلى مدينة رسول اللهr سنة ثمان للهجرة في ذي الحجة بعد فتح مكة.

وفي عهد رسول اللهr، شهد فتح مكة وسنّه ست سنين، ثم كانت هجرته. ولما كانت حجة الوداع شهدها مع رسول اللهr وروى عن رسول اللهr الخطبة التي أوجب رسول اللهr فيها على أهل مكة أن ينفروا من عرفة مع الناس، كما شهد وفاة رسول اللهr، وفي خلافة عمرt عاش بداية شبابه، فكان يلزم الخليفة عمرt، ويأخذ عنه، ويتحدث عنه.

وشهد القادسية فوجد إبريق ذهبٍ ثمين، فبعث به إلى سعد بن أبي وقاصt، فنفله إياه، ولما كان عام الرمادة وقف المسوَّر إلى جانب عمر، يشرف، ويقوم بقسمة الطعام وتوزيعه على المسلمين. وكان يعسُّ (يطوف بالليل)، ويحرس مع الخليفة عمرt.

وحضر المسوَّر وصية عمر بتأمير أحد الصحابة الستة (الذين تُوفِّي النبيt وهو عنهم راض) وهو على المنبر. كما روى قصة مقتله رضي الله عنهما.

ولما مات عمرt كان بيت المسوَّر مأوى لأهل الشورى، وقام بمساعدة عبد الرحمن بن عوفt في إدارة قضية الشورى حتى انتهت الخلافة عثمانt.

استقبل المسوَّر عهد عثمان مبايعاً حيث تمت البيعة في دار المسوَّر، وأرسل عثمان المسوَّر إلى معاوية يطلب النصرة منه في أثناء حصاره. وكان معاصراً في فتنة مقتل عثمان، ولما قتل صلّى عليه مع جمع يسير من الصحابة كما ذكر، ثم دُفن.

ولما جاءت خلافة عليt انضم المسوَّر إلى صفوفه في مواجهة الأحداث، واستشار محمد بن الحنفية المسوَّر في خروج والده لمواجهة معاوية، فأشار بالموافقة. لم يرض المسوَّر عن ولاة الخليفة معاوية، فكان يطعن بهم، ووافق أن ورد المسوَّر على معاوية فيما بعد؛ فسأله عن طعنه ذلك، ودار بينهما حوار تمخّض عن تغيير المسوَّر رأيه في معاوية.

وحصل أن اعتدى والي المدينة على أرض للحسين بن علي رضي الله عنهما؛ فقام المسوَّر وجماعة من الصحابة بمناصرة الحسينt واسترداد حقه.

ولما تُوفِّي معاوية انحاز المسوَّر إلى مكة، وكره بيعة يزيد. ولم يرض عن خروج الحسينt إلى العراق، وحذره من ذلك مع عدم الجدوى. ولام المسوَّر عبد الله بن الزبيرt، وعاتبه على تحريض الحسينt على الخروج إلى العراق.

ولما دعا ابن الزبيرt بالخلافة لنفسه ناصره المسوَّر، ووقف معه، وكان عنده مستشاراً أميناً.

ولما جاء جيش الشام بقيادة الحصين بن نمير إلى مكة ونشب القتال بينه وبين جيش ابن الزبيرt، أصاب حجر المنجنيق المسوَّر فمات بعد خمسة أيام، وغسله عبد الله بن الزبيرt وحمله في جملة من حُمل إلى الحجون.

ضرب المسوَّرt مثالاً رائعاً في التقوى والورع، فقد كان إذا قدم مكة طاف لكل يوم غاب عنه سبعاً، وكان يفرق بين الأسابيع، ثم يصلي لكل أسبوع ركعتين، وكان لا يشرب من الماء الذي يوضع في المسجد؛ لكونه صدقة، كما أنه كان يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر؛ فقد رأى رجلاً يسيء صلاته، فأمره، ونهاه، فأتم صلاته، ورفض أن يشهد على صدقة تصدق بها مروان بن الحكم لابنه عبد الملك لخلل فيها.

وكان من المفتين المشهورين في المدينة المنورة بعد الصحابة.

كان له باع لا بأس به في رواية الحديث، فقد أخرج له الأئمة التسعة، روى عن رسول اللهr وعن الخلفاء الأربعة وعن أبي هريرة وعن عبد الرحمن بن عوف وغيرهم رضي الله عنهم، وروى عنه عروة بن الزبير وعلي بن الحسين وابنه عبد الرحمن وابنته أم بكر وغيرهم رضي الله عنهم. وأهم الأحاديث التي رواها: صلح الحديبية، وغزوة هوازن، والنهي عن الهجران، وغيرها.
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.