(1800ـ 1888) ميخائيل مشاقة علم من أعلام الطب والرياضيات والفلك والفلسفة والموسيقى. ولد في قرية رشميا في لبنان وتوفي في دمشق، وهو يوناني الأصل من مدينة كورفو Corfu. ولُقِّب مشاقة لأن جده كان يعمل في تجارة لحاء القنب في سواحل بلاد الشام، واستقر به المقام في مدينة طرابلس شمالي لبنان. نشأ ميخائيل مشاقة وترعرع في بلدة دير القمر اللبنانية، وفيها تلقى تعليمه، ودرس الطب وحده من الكتب الطبية العربية والإغريقية، إذ كان يتقن اللغة اليونانية. وكان دافعه إلى دراسة الطب إصابته بمرض أقعده خمسة أشهر في بيت والده بدير القمر، فرغب في تعلم الطب لمعالجة الناس، وكان يتعلم أيضاً من الأطباء الذين كانوا يزورون لبنان. وإضافة إلى الطب درس العلوم الأخرى فبرع فيها، ومن بينها الموسيقى، وتعمق بصورة خاصة بعلم المنطق، واستهوته مؤلفات فولتير[ر]. كما طالع الكتب الجدلية الكاثوليكية والبروتستنتية، وانتهى به المطاف إلى اعتناق المذهب البروتستنتي ودافع عنه. وكتب في هذا المجال العديد من الدراسات، عبر فيها عن آرائه ومعتقداته.
انتقل ميخائيل مشاقة إلى دمشق عام 1831، واشتغل فيها بالطب. وعند بدء حملة إبراهيم باشا على سورية، التحق بها في أثناء محاصرتها عكا، ورافقها عند مجيئها إلى سورية، وكان يداوي الجنود الجرحى والمرضى من الجيش المصري. وعند انسحاب الحملة من سورية عام 1840، سافر معها إلى مصر، ودرس الطب في مشفى القصر العيني بالقاهرة، ونال منها لقب دكتور عام 1846، ثم عاد إلى دمشق ليمارس مهنة الطب من جديد، وكان يعالج الناس مجاناً.
وضع ميخائيل مشاقة العديد من الكتب في مختلف فروع العلم. ومن مؤلفاته كتاب «مشهد العيان في تاريخ سورية ولبنان» الذي ضمّنه مشاهداته عن الحياة الاجتماعية في البلـدين، وكتاب «التحفة المشاقية في علم الحساب»، و«المعين على حساب الأيام والأشهر والسنين»، وكتاب «في آثار دمشق»، و«رسالة في السعد والنحس»، و«رسالة في مساحة المنحرفات»، و«رسالة في النسب الهندسية»، سهّل فيها كثيراً من المسائل الجبرية، وغير ذلك من الكتب التي ضاعت.
وفي مجال الموسيقى تعمق مشاقة في علومها، وكان يجيد العزف بآلة العود والآلات الوترية الأخرى، وتميز بإتقانه العزف بآلة العود باليد اليسرى، ووضع في الموسيقى العديد من المؤلفات، منها: «رسالة في الألحان الموسيقية». لكن أهم مؤلفاته الموسيقية هي «الرسالة الشهابية في الصناعة الموسيقية» التي وضعها عام 1866. وهي نظرية موسيقية تبيّن تقسيم الدرجة الموسيقية إلى أرباع الدرجات المتساوية، على غرار السلم الموسيقي الغربي المعدّل tempered scale. ويعود سبب تسميتها بالرسالة الشهابية إلى أن ميخائيل مشاقة أهداها إلى الأمير بشير الشهابي، ونشرت هذه الرسالة في كتاب «الموسيقي الشرقي» لمؤلفه كامل الخلعي. كما ناقشها مؤتمر الموسيقى العربية الأول الذي انعقد في القاهرة عام 1932.
استمر مشاقة في عطاءاته في مختلف فروع المعرفة. وفي عام 1870 أصيب بشلل، لكنه استمر بنشاطه إلى أن زادت عليه وطأة المرض، فتوفي في تموز/يوليو، ودفن في مقبرة الأسرة بباب شرقي في دمشق.
ميخائيل مشاقة
Saturday, October 1, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور