أسعد بن إلياس ابن المطران

Sunday, October 9, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
أسعد بن إلياس ابن المطران

(… ـ 587هـ/ … ـ 1191م) أسعد بن أبي الفتح إلياس بن جرجس، موفق الدين أبو نصر بن المطران، أسلم في أيام صلاح الدين الأيوبي، ولد بدمشق وتعلم الطب على أبيه وعلى مهذب الدين بن النقاش الذي جاء من بغداد إلى دمشق ليعمل في البيمارستان النوري الكبير، كما درس النحو والأدب وخالط العلماء والشعراء وسافر إلى بلاد الروم ليستزيد من علوم النصارى ومذاهبهم. ثم عدل بعد ذلك إلى العراق واجتمع بأمين الدولة ابن التلميذ، واشتغل عليه بصناعة الطب مدة، وقرأ عليه كثيراً من الكتب الطبية، وصار موسوماً بالطب. ثم عاد إلى دمشق وبقي طبيباً بها إلى حين وفاته.

كان موفق الدين بن المطران أمير أهل زمانه في علم صناعة الطب، جيد المداواة، لطيف المداراة. وكان اعتقاد السلطان صلاح الدين الأيوبي حسناً في علم ابن المطران؛ ولهذا غمره بإحسانه، وأترفه بامتنانه، وكان طبيبه ومخدومه الأول فلا يفارقه في حله وترحاله وفي حروبه أيضاً، وكانت خيمته في أثناء ذلك حمراء اللون كخيمة صلاح الدين تميزاً لها من خيمة الجنود والقادة إذ كان يغلب على ابن المطران الزهو بنفسه والتكبر حتى على الملوك. وبعد إسلامه زوجه صلاح الدين واحدة من أفضل جواريه اسمها «جوزة»، وشيد بجوار تربته في قاسيون بعد وفاته مسجد (دار جوزة) وهو غير مسجد الجوزة الذي لا يزال إلى اليوم في محل العقيبة في دمشق وغير جامع ابن الجوزية .       

كان ابن المطران حاد الذهن فصيح اللسان، لطيف الاستماع والجواب، كثير المروءة كريم النفس، وكانت له همة عالية في تحصيل الكتب حتى إنه مات وفي خزانته من الكتب الطبية وغيرها ما يناهز عشرة آلاف مجلد خارجاً عما استنسخه، فقد كتب بخطه كتباً، كثيرة في نهاية حسن الخط والصحة والإعراب. وكان يكثر من القراءة فيها واستنساخ النادر منها، ويعمل معه ثلاثة نساخ يساعدونه على النقل والكتابة، وبيعت بعد وفاته جميع كتبه إذ لم يرزق ولداً.

ولقد مدحه  الشاعر عبد الرزاق بن أحمد العامري بعد إسلامه:

رؤياه للأدواءِ حاسمة فكـم

                           مشفٍ شفاه بذلك الوجهِ البـِهي

وإذا الخلائقُ أشبهت أمثالها

                          في الأكرمين فما له من مشـبهِ

ولموفق الدين بن المطران من الكتب: «بستان الأطباء وروضة الألباء» توفي المؤلف قبل أن يتم كتابة الجزء الثاني منه، و«المقالة الناصرية في  حفظ الصحة» رفعها إلى الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي، و«المقالة النجمية في التدابير الصحية» وكأنه صنفها لنجم الدين الأيوب والد صلاح الدين فلما توفي ولم يوصلها إليه جعلها باسم ولده، و«اختصار كتاب الأنوار للكسدانيين»، و«لغز في الحكمة» و«كتاب على مذهب دعوة الأطباء لابن بطلان»  و«الأدوية المفردة» لم يتمه المؤلف، و«آداب طب الملوك».
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.