معـاذ بـن جـبـل

Sunday, October 16, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
 معـاذ بـن جـبـل

(20 ق.هـ ـ 18هـ / 603 ـ 639م) أبو عبد الرحمن، معاذ بن جبل بن عمرو الأنصاري الخزرجي، صحابيٌ جليلٌ، وأعلم الأمة بالحلال والحرام كما قال فيه رسول اللهr «أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل».

أسلم وعمره ثماني عشرة سنة، وشهد بيعة العقبة مع الأنصار السبعين، وقد آخى رسول اللهr بينه وبين عبد الله بن مسعود.شهد أيضاً غزوة بدر وهو ابن إحدى وعشرين سنة، وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول اللهr، وكان من الذين أرسلهم رسول اللهr لكسر أصنام بني سلمة.

له من الأولاد ثلاثة: أم عبد الله، عبد الرحمن وبه يكنّى، مات قبل أبيه في طاعون عمواس، وله ولد ثالث لم يُسمَّ. وذكر بعض المترجمين لمعاذ أنه لم يُولد له قطّ.

كان معاذ من خير شباب قومه حلماً وحياءً وسخاءً، فكان من أحسن الناس خُلُقاً لا يُسأل شيئاً إلا أعطاه حتى ادّان ديناً عجز عن وفائه في وقته.وقد جمع الله له إلى جمال خُلُقه جمالاً في خَلْقه فكان شاباً جميلاً من أحسن الناس وجهاً، أبيض، طوالاً، حسن الثغر، عظيم العينين،مع عرجٍ في إحدى قدميه.

كان معاذ بن جبل أحد الذين جمعوا القرآن حفظاً على عهد رسول اللهr «خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود وأبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة». كما كان من الذين يفتون على عهد رسول الله، فقد أوتيَ علماً جمّاً قال عنه رسول اللهr: «يأتي معاذ بن جبل يوم القيامة أمام العلماء»، وقال عنه عمر بن الخطابt: «عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ، لولا معاذ لهلك عمر». ولعلمه كان أصحاب رسول الله إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبةً له .

لمّا فتح رسول اللهr مكة خلّف معاذاً يقرئهم ويُفقِّههم. وبعد غزوة تبوك سنة 9 هـ بعثه رسول اللهr قاضياً إلى الجَنَد باليمن، يعلم الناس القرآن وشرائع الإسلام ويقضي بينهم، وجعل إليه قبض الصدقات من العمال الذين باليمن وأوصاه فقال له: «بمَ تقضي إن عرض لك قضاء؟ قال: أقضي بما في كتاب الله، قال رسول اللهr: فإن لم يكن في كتاب الله؟ قال: أقضي بما قضى به الرسول، فقال رسول الله: فإن لم يكن فيما قضى به الرسول؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو. فقال الرسول: الحمد لله الذي وفّق رسولَ رسولِ الله لما يرضي الله ورسوله»، وأرسل معه كتاباً قال فيه: «بعثت عليكم خير أهلي واليَ عِلْمِهم، واليَ دينهم.....». وعندما خرج معاذ  شيّعه رسول الله ماشياً وهو راكب، وقال له يوصيه: «يا معاذ إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك تمرّ بمسجدي هذا وقبري ـ فبكى معاذ ـ حفظك الله من بين يديك ومن خلفك، ودرأ عنك شرّ الإنس والجن» وكان آخر ما وصّاه به: «أحسن خُلُقَك مع الناس». وتوفي رسول اللهr ومعاذ في اليمن، فأبقاه عليه أبو بكرt إلى أن صارت فتوحات الشام فأراد معاذ الخروج مع الجيوش الفاتحة، وهناك لمّا أصيب أبو عبيدة في طاعون عمواس استخلف معاذاً، غير أنه لم يلبث أن أصيب هو أيضاً، فقضى إثر ذلك في خلافة عمر بن الخطاب وهو ابن ثمان وثلاثين سنة ـ على اختلافٍ في عمره حين وفاته ـ ودفن بالقصير في غور الأردن. وكانت زوجتاه وابنه قد قضوا قبله.

روى معاذ 157 حديثاً. وروى عنه من الصحابة عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وعبد الله بن عمرو بن العاص  وعبد الله بن عباس وأنس بن مالك وأبو أمامة الباهلي وغيرهم. وروى عنه كبار التابعين كأبي إدريس الخولاني وأبي مسلم الخولاني وجنادة بن أبي أمية وغيرهم.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.