(… ـ 126هـ/… ـ 743م) معبد بن وهب، أبو عبّاد المدني، نابغة الغناء العربي في العصر الأموي، كان مولى ابن قطن وهم موالي بني مخزوم، وقال ابن الكلبي: معبد مولى ابن قطر، والقطريون موالي معاوية بن أبي سفيان.
نشأ في المدينة يرعى الغنم لمواليه، وكانت صناعته التجارة في أكثر أيام رقه، وقد نبغ في الغناء منذ صغره؛ إذ سمعه المغني ابن سُريج [ر] وهو يغني فقال: «إن عاش كان مغني بلاده»، وأخذ عن سائب خاثر [ر] وعن جميلة المغنية [ر]، ويُذكر أن معبداً قد أتى ابن سريج غير مرة وهو لا يعرفه، فسمع منه ما شاء، ثم عرض معبد نفسه عليه وغناه، وعندما طلب معبد رأي ابن سريج قال له: «لو شئت كنت قد كفيت بنفسك الطلب من غيرك»، كان معبد من أحسن الناس غناءً وأجودهم صنعةً وأحسنهم خلقاً، فأصبح فحل المغنين وإمام أهل المدينة في الغناء، فقال عنه أهل العلم بالغناء: «لم يكن فيمن غنى أحد أعلم بالغناء من معبد»، فأقبل عليه كبراء المدينة.
وفي معبد يقول الشاعر:
أجاد طُويس والسريجي بعده
وما قصباتُ السّبق إلا لمعبدِ
وقد زاد من شهرته من تعلم عليه من الجواري؛ مثل الجارية »ظبية« التي عني بتخريجها، فاشتراها رجل من أهل الأهواز، فأُعجب بها ثم ماتت بعد أن قامت عنده برهة من الزمان وأخذت جواريه أكثر غنائها عنها، فكان لمحبته إياها وأسفه عليها لا يزال يسأل عن أخبار أستاذها معبد وأين مستقره ويُظهر التعصب له والميل إليه والتقديم لغنائه على سائر أغاني أهل عصره، وبلغ معبداً خبره فخرج من مكة حتى أتى البصرة فلما وردها صادف الرجل، فأقام عنده وعلم جواريه الغناء وبقي حتى رضي معبد حذق الجواري وما أخذنه عنه، ثم ودعه وانصرف إلى الحجاز بعد أن أعطاه الرجل كثيراً من المال والهدايا.
وغدا معبد مفخرة لمن يأخذ عنه؛ إذ يُذكر أن المغني أبا جعفر محمد بن عائشة الذي يُعدّ من المقدمين في صناعة الغناء في العصر الأموي، قال عن نفسه: «أصبحت أحسن الناس غناءً، فقيل له: كيف أصبحت أحسن الناس غناءً؟ قال: وما يمنعني من ذلك وقد أخذت من أبي عبّاد أحد عشر صوتاً، وأبو عبّاد مغني أهل المدينة والمقدم فيهم». كما يُذكر أن حَكَم الوادي كان مع جماعة من المغنين يختلف إلى معبد ويأخذون عنه ويتعلمون منه.
ولما سُئل مالك بن جابر بن ثعلبة الطائي أحد المغنيين المقدمين في العصر الأموي« أنت أحسن أم معبد؟ فقال مالك: والله ما بلغت شراكه قط، والله لو لم يغن معبد إلا قوله:
لعمر أبيها لا تقول حليلتي
أَلاَ فَرّ عنّي مالك بن أبي كعب
وهم يضربون الكبش تبرق بيضه
ترى حوله الأبطال في حلق شهب
(والحلق: الدروع) لكان حسبه».
وكان مالك إذا غنى غناء معبد يخفف منه.
كان معبد معجباً بصوته فكان يقول: «لقد غنيت فأعجبني غنائي وأعجب الناس وذهب لي به صيتٌ وذكر»، وقال معبد وقد سمع رجلاً يقول: «إن قتيبة بن مسلم فتح سبعة حصون أو سبع مدن بخراسان فيها سبعة حصون صعبة المرتقى والمسالك لم يُوصل إليها قط فقال: والله لقد صنعت سبعة ألحان كل لحن منها أشد من فتح تلك الحصون». وقد سمّى صاحب الأغاني هذه الألحان السبعة: «مدن معبد».
مات في أيام الوليد بن يزيد (ت126هـ) في دمشق وكان له وفادة عليه؛ وقيل إنه أصابه الفالج وبطل صوته. وحينما أُخرِج نعشه إلى المغنية سلاّمة القس جارية يزيد بن عبد الملك قالت تندبه:
قدْ لَعمري بِتُّ ليلي
كأخي الدّاءِ الوَجِيعِ
ونجيُّ الهمّ منّي
باتَ أدْنَى من ضجيعي
كلما أبصرتُ ربعاً
خالياً فاضتْ دموعي
قد خَلا من سيِّدٍ كا
ن لنا غيرَ مُضِيــعِ
لا تَلُمْنا إن خشَعْنا
أوهَمَمْنا بخشــوعِ
وكان يزيد بن عبد الملك قد أمر معبداً أن يعلمها هذا الصوت فعلمها إياه، فرثته به يومئذ.
معبد بن وهب
Sunday, October 16, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور