المفضَّل الضّبّيّ

Monday, May 29, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
المفضَّل الضّبّيّ (المفضل بن محمد) (القرن الثاني للهجرة) المفضّل بن محمّد بن يَعلى بن عامر، ينتهي نسـبه إلى ضبّة بن أدّ، ثم إلى مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان؛ ويكنى بأبي العبّاس وأبي عبد الرحمن، عَمِلَ جدّه (يعلى) على خَرَاجِ الرَّيّ وهَمَذان والماهين للحجاج بن يوسف أيام بني أميّة.

وكان المفضل أحد الرواة الثقاتِ لأشعار العرب وأخبارها وأيامها، وأحد قرّاء القرآن الكريم؛ ويُعدّ من علماء الكوفة، وُلد ونشأ فيها، واستظهر إحسان عباس أنّ ولادته كانت بين عامي (98 و103) للهجرة.

وتلقّى العلم عن علماء الكوفة، ومنهم: عاصم بن أبي النَّجود، أحد القراء السبعة المشهورين، فأخذ عنه القراءة والحديث، وسِماك بن حرب، وكان محدثاً عالماً بالشعر وأيام الناس، وأبو إسحاق السَِّبيعي، أحد المحدّثين الثقات. وممن تلقى عنه أيضاً أبوه محمد بن يعلى، فنقل عنه أخباراً عن حوادث القرن الأول الهجري إلى نهاية العصـر الأموي.

 انتقل إلى البصرة وأقام فيها، ووثقه علماؤها، فقال محمد بن سلَّام الجمحيّ: «أعلم مَنْ ورد علينا من غير أهل البصرة المفضل بن محمد الضبي الكوفي»، وتلقى عنه أهلها الرواية، ولاسيما أبو زيد الأنصاري، وناظر فيها الأصمعي.

 وفي أثناء إقامته بالبصرة خرج محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي ابن أبي طالبt الملقب بالنفس الزكية في المدينة المنورة على المنصور العباسي، وأرسل أخاه إبراهيم بن محمد إلى البصرة سنة (145هـ)، وكان إبراهيم شاعراً عالماً بأخبار العرب وأيامهم وأشعارهم، فكانت دار المفضّل ملجأه في بداية دعوته متوارياً فيها، وكان المفضل يخرج في شأنه فيضيق صدر إبراهيم، فطلب إليه أن يخرج له شيئاً من الكتب التي عنده، ليتفرّج بها، فأخرج له كتب الشعر فجعل يقرأ ويُعلّم على ما يعجبه منها.

ثم خرج على المنصور فدارت الدائرة على إبراهيم وأصحابه، وقتل إبراهيم، وكان فيمن خرج معه علماء منهم المفضل، فعفا المنصور عنه وألزمه ولده المهدي ليؤدبه، فانتقل إلى بغداد معه، وقال له المنصور: «لو عمدت إلى أشعار الشعراء المقلّين واخترت لِفَتاك لكل شاعر أجود ما قال لكان ذلك صواباً». فجمع المفضّل ما كان علّم عليه إبراهيم، وهي سبعون قصيدة، وأضاف إليها قصـائد أخرى، فعرفت باسم «المفضليات» أو «اختيار المفضّل»؛ قال النديم: «وهي مئة وثمان وعشرون قصيدة، وقد تزيد وتنقص وتتقدم القصائد وتتأخر بحسب الرواية عنه، والصحيحة التي رواها ابن الأعرابي».

وابن الأعرابي أحد العلماء الذين تتلمذوا على المفضّل، وهو ربيبه (ابن زوجته) واسمه محمد بن زياد؛ ومن تلاميذه المشهورين أيضاً: الفرّاء، والكسائي، والمدائني، وأبو عمرو الشيباني، وعُمر بن شبّة.

وللمفضل مِنَ الكتب غير المفضليات: «كتاب في العروض»، «كتاب معاني الشعر»، «كتاب الألفاظ»، «كتاب أمثال العرب»، وقد وصل إلينا منها «المفضليات» و«أمثال العرب» وهما مطبوعان.

وذُكر أنه كان يُكثر من الحجّ، فكان ينزل على الأعراب في طريقه، ويسمع منهم؛ وكان يكتب المصاحف، ويقفها في المساجد تكفيراً لما يرويه من أشعار الهجاء. وبقي حياً إلى خلافة الرشيد، وله معه مطارحات في الشعر ومعانيه، واختُلف في تاريخ وفاته، ويرجح أنها كانت بعد سنة 171هـ في خلافة الرشيد.

 محمد شفيق البيطار

مراجع للاستزادة:

ـ المفضل الضبي، أمثال العرب (دار و مكتبة الهلال، بيروت 2003).

ـ المفضل الضبي، المفضليات «مقدمته» تحقيق أحمد شاكر وعبد السلام هارون (دار المعارف،القاهرة 1963).

ـ النديم، الفهرست (طهران 1971).

 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.