مِنغ تسي

Monday, June 26, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
مِنغ تسي (نحو 372 ـ نحو 289 ق.م)  مِنغ تسي Meng Zi أو منشيوس Mencius كما هو معروف في الغرب، اسمه الحقيقي كه Ke وكنيته تسي يو Zi Yu، ولد في مدينة تسو Zou (مقاطعة شانغ دونغ). وهو من أبرز مفكري حقبة الممالك المتحاربة (475-221ق.م). تتلمذ على فكر كونفوشيوس[ر] وصار من أبرز معلمي الكونفوشيوسية. طاف مع تلاميذه بين ممالك كثيرة بدعوة من حكامها، وقدم لهم المشورة في حكم البلاد وتصريف شؤون الدولة، ثم عاد إلى مسقط رأسه وتفرّغ للتعليم.

شغل مِنغ تسي منصب مستشار في أكثر من ولاية، وكانت أقواله وأفعاله منسجمة مع فكره. عارض مبدأ الوراثة في الحكم وأيّد الأسرة الحاكمة التي تحسن استخدام السلطة، وأكد أن واجب الحاكم هو تحقيق الرفاهية لشعبه، وأن من حق الشعب تنحية الحاكم الذي لا يحقق لشعبه الرفاهية والحياة الكريمة، كما عارض الحرب وقدّم قوة الجيش المعنوية على قوة تسليحه وربط بين الاقتصاد والأخلاق، وبيّن أن الشعب الجائع لا يمكنه الالتزام  بالأخلاق. دعا إلى السيطرة على العاطفة لا كبتها، وإلى التقليل من الرغبات، وكان أول من دعا إلى ضرورة التعليم الإلزامي، وقد ارتبط مفهوم التعليم لديه بمفهوم التهذيب الأخلاقي.

أبرز مؤلفات مِنغ تسي كتاب يحمل اسمه «كتاب منشيوس»، وهو أشبه بكتب الأمالي. يتألف الكتاب من سبع مقالات في خمسة وثلاثين ألف كلمة تقريباً، ويضم حوارياته مع حكام عصره التي ضمّنها فكره ونظرياته التي كان يدعو إليها في السياسة والاقتصاد والفكر والتعليم والأدب. يتلخص جوهر فكره الفلسفي في «الخير»، وجوهر فكره السياسي في «سياسة البَّر» التي من شأنها توحيد البلاد ونبذ المظالم والعنف وتحقيق العدالة. دعا إلى تطوير الإنتاج والعمل بنظام المربعات التسع، وهو نظام تقسيم الأراضي الزراعية إلى مربعات كبيرة، ثم تقسيم كل مربع كبير إلى تسع مربعات صغيرة؛ تُوزع المربعات الثمانية الخارجية على الفلاحين، ويعمل الجميع في المربع التاسع المركزي، حيث يعود محصوله ضريبةً إلى الدولة.

مع أن مكانته الاجتماعية لم تصل إلى منزلة كونفوشيوس، إلا أن تأثير كتابات مِنغ تسي تجاوز تأثير كتاب «الحوار» لكونفوشيوس. فقد امتاز «كتاب منشيوس» بغزارة الموضوعات وتنوعها، بقوة الإقناع، بجرأة الطرح، بوضوح اللغة، بدقة التعبير، بعمق المعاني، وكثرة في التشبيهات. وهو كتاب حواري، يعتمد على طرح الأسئلة والإجابة عنها، تنطلق حوارياته من وقائع حسية لا قضايا افتراضية، ويعتمد الحوار الفلسفي ذا النكهة الأدبية، مما أدى إلى تطوير النثر الصيني القديم من شكل تشانغ Zhang «فصل - باب» إلى شكل بيان Pian «مقالة». وقد تدارسه معظم كتّاب الصين وأفادوا منه على صعيد بلاغة اللغة وقوة الحجة ومتانة الأسلوب.  

فؤاد حسن

 مراجع للاستزادة:
ـ تشو بين جيه Chu Bin Jie، تاريخ الأدب الصيني ج1 (منشورات جامعة بكين، بكين 1999م).

ـ هـ. ج. كريل. الفكر الصيني من كونفوشيوس إلى ماو تسي تونغ (الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر 1998).

 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.