(1875 ـ 1934) ألبير الأول Albert I هو ملك بلجيكة واسمه الكامل ألبير ليوبولد كليمنت ماري مينيراد، وهو الابن الثاني للأمير فيليب، ولد في بروكسل، في 8 نيسان وتوفي فيها في 17شباط وكان عضواً في مجلس الشيوخ البلجيكي مابين 1893 و1898م.
سافر كثيراً وزار الولايات المتحدة عام 1898م والكونغو البلجيكي (جمهورية الكونغو الديمقراطية اليوم) عام 1909م، نُصِّب ملكاً على بلجيكة (1909- 1934)، بعد وفاة عمه ليوبولد الثاني.
عمل ألبير على دعم القوات المسلحة وتطويرها قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، فأصدر عام 1913م قراراً يقضي بتطبيق التجنيد الإجباري، وأعاد تأكيد حياد بلجيكة في النزاع بين فرنسة وألمانية صيف 1914م، وفي الثاني من آب 1914م رَفضَ الإنذار الذي وجهه إليه الامبراطور الألماني فلهلم (غليوم) الثاني للسماح بمرور القوات الألمانية في الأراضي البلجيكية فحظي بتأييد شعبه وإكباره. وتعرضت بلاده من جراء ذلك لغزو القوات الألمانية، فتولى قيادة القوات المسلحة البلجيكية، التي أُرغمت على التراجع إلى ما وراء نهر إيزر Yser بعد سقوط أنفرس (أنتوِرب Antwerp) في تشرين الأول 1914م، و احتلال الألمان المناطق الداخلية في بلجيكة عدا المقاطعات الجنوبية الشرقية من الفلاندر، فاضطر إزاء الموقف العسكري الجديد، إلى اتخاذ مدينة دي بان De Panne على الشاطئ البلجيكي مقراً لقيادته، وفي أثناء الهجوم العام للحلفاء في أيلول عام 1918م، عُيِّن قائداً للقوات البلجيكية والفرنسية المشاركة في الهجوم على بروكسل، ودخلها محرراً في الثاني والعشرين من تشرين الثاني من العام نفسه. وبعد الهدنة طلب الملك ألبير من الحلفاء ضمان حياد بلجيكة الذي كان ملحوظاً في المعاهدات الأوربية عام 1839م، لكي ينصرف إلى إعادة إعمار بلاده، وأمضى في ذلك السنوات الخمس عشرة التالية من حكمه. وقد ألزم الأحزاب الثلاثة الرئيسة المتنافسة بالعمل معاً من أجل ذلك. وشملت هذه العمليات إعادة بناء الصناعات التي دُمرت من جراء الاحتلال الألماني وتطويرها، وشجَّع في عام 1926م النظام المالي الجديد وأسهم في تنمية الأبحاث العلمية ودعمها فرصد لها عام 1927م المبالغ المالية اللازمة، وأولى الحياة الثقافية جانباً كبيراً من عنايته، وقام بإصلاحات اجتماعية كثيرة في كل من بلجيكة والكونغو البلجيكي، ونالت هذه المستعمرة قسطاً وافراً من اهتمامه. ترأس باسم بلاده عدداً من المؤتمرات الاستعمارية بين 1920 و1926م، لمشاركة الدول الأوربية الكبرى في تقاسم ثروات إفريقية.
كان متزوجاً من الأميرة الألمانية إليزابيث ابنة الأمير شارل تيودور من بافارية (1900م)، وقد رزق منها ليوبولد الثالث وشارل وماري جوزيه. استحوذ على محبة شعبه لوقوفه في وجه ا لألمان وأعماله بعد الحرب، قُتل في عملية تسلق جبال في منطقة الآردين، وكان مقتله فاجعة كبيرة ألمّت بالبلجيكيين، وخلفه ابنه ليوبولد الثالث.
