(1783 ـ 1830) سيمون بوليفار Simon Bolivar قائد ورجل دولة وبطل تحرير عدة بلدان في أمريكة الجنوبية من الاستعمار الإسباني. ولد في مدينة كاراكاس «عاصمة فنزويلة اليوم»، لأسرة أرستقراطية إسبانية الأصل، من سلالة «الكريول» Crioll (أي البيض المولودين في أمريكة).
توفي والده وهو في الثالثة من عمره، وتوفيت والدته عندما بلغ التاسعة، فأشرف عمه على تربيته وتعليمه، ومع عناده ومشاكسته تأثر كثيراً بمعلمه سيمون رودريغزSimon Rodriguez أحد تلامذة جان جاك روسو، الذي ترك بصماته على شخصيته.
سافر بوليفار عندما بلغ السادسة عشرة من عمره إلى أوربة لإتمام دراسته، فأمضى ثلاث سنوات في إسبانية، وتزوج ابنة نبيل إسباني، توفيت بعد أقل من سنة من الزواج وترك حادث وفاتها أبلغ الأثر في نفسه.
عاد إلى أوربة في عام 1804، فالتقى أستاذه سيمون الذي وجهه لدراسة الفكر العقلاني التحرري، فأطلع على فكر لوك وهوبس وبُوفن وألمبر وهيليفوس، إضافة إلى فولتير ومونتسكيو وروسو، الذين تركوا أكبر الأثر في نفسه، إلى جانب تأثره بالأمجاد الشخصية التي حققها نابليون[ر].
التقى في باريس العالم الألماني «الكسندر فون هومبولت» الذي أقنعه أن الوقت قد حان لتحرر المستعمرات في أمريكة الجنوبية من الحكم الإسباني، وفي إحدى زياراته إلى رومة، وفي أثناء وقوفه على مرتفعات «مونتي سكرو» أخذ عهداً على نفسه بتحرير بلاده.
عاد بوليفار إلى بلاده، وشارك في الحركات الثورية التي قامت من أجل الاستقلال عن إسبانية، وكُلّف السفر إلى إنكلترة طلباً للمساعدة، ومع إخفاق مهمته، فقد أُتيح له الاطلاع على مؤسسات الحكم الدستورية هناك، ثم رجع إلى فنزويلة واشترك مع فرانسيسكو دي ميراندا Fr.de Miranda في قيادة الثورة وتأليف جمعية وطنية أعلنت استقلال فنزويلة في 5/7/1811، ولكن الثورة أخفقت وأُجبر قائدها ميراندا على الاستسلام للقوات الإسبانية.
واضطر بوليفار للسفر إلى قرطاجنة (كولومبية حالياً) التي أعلنت استقلالها، وقام بتأليف جيش من أنصاره، وقاد حملته الشهيرة التي تكللت بدخول كاراكاس، ونادت به الجماهير «بطلاً للتحرير» El Liberador، الذي صار لقباً له، كما منحه المجلس الوطني صلاحيات دكتاتورية للحكم (1814)، ولكن دبت الخلافات بين الفنزويليين، وقامت حرب أهلية مكنت الإسبان من استعادة سيطرتهم على البلاد، واضطر بوليفار للرحيل وتوجه إلى جمايكة، وهناك كتب رسالته الشهيرة La Carta de Jamaica حلل فيها الأوضاع السياسية لأمريكة اللاتينية، ثم قرر العودة إلى بلاده وشرع في تأليف جيش جديد للتحرير انضم إليه كثيرون جاؤوا من أوربة ورأوا فيه بطلاً من أبطال الحرية، وتمكن من الانتصار على الإسبان في موقعة بوياكا (7/8/1819)، ودخل مدينة بوغوتة وأعلن تأسيس «جمهورية كولومبية الكبرى» المستقلة التي تولى رئاستها (1821-1830)، وبعد ذلك زحف بوليفار لتحرير كاراكاس وأحرز انتصاراً عظيماً في 24/6/1821 مكنه من دخولها، ثم انطلق لتحرير الإكوادور وضمها إلى جمهورية كولومبية، وهناك جرى لقاء تاريخي بينه وبين سان مارتن José de San Martin، بطل تحرير الأرجنتين والتشيلي (1822) ولكنهما أخفقا في التوفيق بين خططهما الخاصة بمستقبل أمريكة اللاتينية، وتولى بوليفار بعد ذلك اللقاء مهمة إنجاز تحرير البيرو ودخل عاصمتها ليمة عام 1823.
وأخيراً أحرز مساعده القائد العسكري سوكري Sucre انتصاراً كبيراً في معركة أياكوتشوا الشهيرة في 9/12/1824، قوض السيادة الإسبانية على أمريكة الجنوبية. وفي عام 1826 عُيِّن بوليفار رئيساً للبيرو العليا (التي دُعيت فيما بعد باسمه «بوليفية») وقرر ضمها إلى جمهورية كولومبية.
ولكن مشاريع بوليفار بدأت تتهاوى بسبب المنازعات والخلافات التي نشبت في الأراضي المحررة، التي بدأت تطالب بالانفصال عن جمهورية كولومبية الكبرى، ووجه بوليفار نداء إلى حركة التحرر الأمريكية لعقد اجتماع في بنمة (كوبة) في محاولة منه لتوحيد أمريكة اللاتينية، ولكن لم يحضره سوى مندوبي أربع دول فقط ولم يحقق الغاية المرجوة منه. وعاد بوليفار إلى بوغوتة، وقد أنهكه المرض، وأعلن اعتزاله الحكم والسياسة بعد أن تمزقت وحدة كولومبية، وانفصلت عنها فنزويلة وبوليفية.
وفي 17/12/1830، لفظ أنفاسه الأخيرة بعد حياة حافلة بالكفاح وأفكار التحرر والوحدة، وفي سنة 1842 نُقل رفاته إلى مسقط رأسه كاراكاس وسط مظاهر التكريم والإجلال لواحد من أعظم المدافعين عن الحرية والوحدة الذين عرفتهم أمريكة الجنوبية.
لقد جمع بوليفار إلى جانب مقدرته في ميدان السياسة والتنظيم العسكري مقدرة خطابية وأدبية كبيرة تظهر في خطبه ورسائله، كان جندياً وقائداً ورجل دولة تدين له ست جمهوريات في أمريكة الجنوبية باستقلالها وحريتها، جمع بين القوة والضعف والقسوة والطيبة، ووُصف بالأممية بعد «إعلان جمايكة»، وكان مولعاً بالشهرة والمجد اللذين دخلهما من أوسع الأبواب.
بوليفار
سيمون
Tuesday, November 18, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور