(1412 ـ 1431) جان دارك Jeanne d’Arc، بطلة شعبية فرنسية، وُلدت في 6 كانون الثاني في مدينة دومرمي Domrémy الواقعة في مقاطعة اللورين من عائلة ريفية، كانت شديدة التدين منذ صغرها، وادعت أنها تسمع أصواتاً مجهولة تحثها على التطوع من أجل إنقاذ فرنسة من الاحتلال الإنكليزي. وكانت فرنسة آنذاك مقسمة إلى ثلاث مناطق:
1- منطقة يحتلها الإنكليز هي: النورماندي Normandie، والشمال Le Nord، وباريس Paris.
2- فرنسة البرغونية France Bourguignon.
3- فرنسة المخلصة لشارل السابع Charles VII الوريث الشرعي، الملتجئ إلى مدينة بورج Bourges، وهي: الجنوب Le Midi، ومنطقة الأنجو L’Anjou.
حاولت جان دارك مقابلة شارل السابع عدة مرات، وأخيراً سُمح لها بمقابلته في مدينة شينون Chinon، وذلك في أثناء حصار مدينة أورليان Orléans التي تقع جنوبي مدينة باريس على نهر اللوار Loire. وتم اللقاء في عام 1429، واستطاعت جان دارك الحصول على ثقة شارل السابع وإقناعه بالمهمة المقدسة التي أوكلتها إليها «القدرة الإلهية»، فوُضعت على رأس قوة عسكرية صغيرة أجبرت الإنكليز على رفع الحصار عن مدينة أورليان، وهزمتهم في باتي Patay، وعملت على تتويج شارل السابع ملكاً على فرنسة في مدينة ريمس Reims في 17 تموز 1429، لكن جان دارك أخفقت أمام مدينة باريس، ووقعت أسيرة في أيدي البرغونيين في 23 أيار 1430 في بلدة كومبيين Compiègne، وقد سلمها قائدهم جان دو لوكسمبورغ Jean de Luxembourg مقابل مبلغ من المال إلى الإنكليز، الذين اتهموها بأنها ساحرة وحاكموها أمام محكمة دينية ترأسها أسقف مدينة بوفي المدعو بيير كوشونPièrre Cauchon .
دافعت جان دارك عن نفسها أمام المحكمة الدينية بكل ما أوتيت من براعة وتواضع وشجاعة، لكن المحكمة اتهمتها بالهرطقة وعدم الإخلاص للديانة المسيحية، وكانت عقوبة هذه التهمة الحرق حية، ونُفذ فيها الحكم في 30 أيار عام 1431، وأُحرقت حية في مدينة روان Rouen عاصمة منطقة النورماندي التي تقع إلى الشمال الغربي من مدينة باريس.
وفي عام 1450، أُعيدت محاكمتها لإعادة الاعتبار إليها، وصدر حكم إعادة الاعتبار إليها رسمياً في عام 1456، وفي عام 1909 أَصدر البابا قراراً يعدُّها «من السعداء» beatifiée، ومنحتها الكنيسة الكاثوليكية عام 1920 مرتبة «القديسة» Ella a été canouisée، وخُصص لها يوم عيد ديني في 30 أيار، يُعرف بيوم القديسة جان دارك La fête de Ste Jeanne d’Arc من كل عام، كما خُصص لها يوم عيد وطني يُصادف الأحد الثاني من شهر أيار في كل عام.
كانت القديسة جان دارك مصدر إلهام عدد كبير من الأدباء والفنانين الذين أصدروا عنها عدة مؤلفات أدبية مأسوية، منها المجموعة الشعرية للشاعرة كريستين دو بيزان Christine de Pisan التي تحمل عنوان Dictié de Jeanne d’Arc، ومأساة فتاة أورليان (1801) La Pucelle d’Orléans للشاعر الألماني شيلر، و«القديسة جان» Saint Jeanne للكاتب الأيرلندي جورج برنارد شو G.B.Shaw عام 1923، و«جان في المحرقة» Jeanne au bûcher غناء ديني لـ ب.كلوديل Oratorio de P.Claudel. كما رسمها عدد من الفنانين في لوحات شهيرة، وكانت حياتها وأعمالها موضوع عدد من الأفلام السينمائية المتميزة.
