(1894-1971) ولد نيكيتا خروشوف Nikita Khrouchtchev في بلدة كالينوفكا (أوكرانيا) لعائلة عمالية فقيرة. كان والده يعمل في المناجم، وانخرط هو منذ صغره في العمل، وتنقل بين عدة مهن، وبعد وفاة زوجته الأولى «غالينا» عام 1920، تزوج ثانية «نينا بتروفنا».
تلقى خروشوف تعليمه الابتدائي في القرية التي انتقلت إليها أسرته، ثم دخل المدرسة العمالية الجديدة، بعد أن انتسب إلى الحزب الشيوعي عام 1917، حيث تلقى تعليمه الثانوي، وعندما انتقل إلى مدينة كييف (أوكرانيا)عام 1929، انتسب إلى الأكاديمية الصناعية.
انضم عام 1919 إلى الجيش الأحمر بصفته «مفوضاً سياسياً»، وأسهم في الحملات ضد أنصار العهد القيصري (البيض) ثم ضد الجيوش البولونية الغازية.
اشترك خروشوف في الحرب العالمية الثانية بصفته عضواً في رئاسة الأركان التي كانت تدافع عن «ستالينغراد»، وأسهم بنشاط في تنظيم حركة المقاومة (الأنصار) خلف خطوط الجيش النازي.
تفرغ للعمل الحزبي عام 1925 في بتروفسك، ثم نقل إلى موسكو عام 1933 أميناً للجنة الحزبية فيها، وهو الذي أشرف على إتمام تنفيذ «مترو الأنفاق» في العاصمة وقُلد وسام لينين تقديراً لنشاطه. في عام 1935 أصبح خروشوف أميناً أول للجنة الحزب في موسكو ومحافظ ريف موسكو، أي الحاكم الفعلي لموسكو. وكان قد انتخب عضواً أصيلاً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوڤييتي، ثم انتخب عضواً كامل العضوية في المكتب السياسي عام 1939. كانت المهمة الكبرى التي كُلِّف بها في زمن الحرب هي إخلاء أكبر عدد ممكن من الصناعات الأوكرانية إلى الشرق. وبعد تحرير أوكرانيا عاد خروشوف لاستلام مهمته أميناً عاماً للمنظمة الحزبية في أوكرانيا ورئيس وزرائها.
في عام 1949 استدعاه ستالين مرة أخرى إلى موسكو وتمت تسميته أميناً للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوڤييتي.
بعد وفاة ستالين في آذار عام 1953، انتخبت اللجنة المركزية ج. مالنكوف Malenkov أميناً عاماً للحزب ورئيساً لمجلس الوزراء، إلا أن خروشوف تمكن من إزاحته وحل محله أميناً عاماً للحزب (أيلول عام 1953) ثم تمكن من عزله عن رئاسة الوزراء (1955) وسمي بدلاً عنه الماريشال «بولغانين».
وفي عام 1957 حاول بعض أعضاء المكتب السياسي إسقاط خروشوف ولكنهم أخفقوا،وانتهت الأزمة بإبعاد «مالنكوف» و«مولوتوف» وغيرهما عن القيادة. وفي آذار من عام 1958 تسلم خروشوف رئاسة مجلس الوزراء بعد أن أبعد «جوكوف» من وزارة الدفاع.
وفي 14 تشرين الأول 1964، وافقت اللجنة المركزية في اجتماع نظمه ليونيد بريجينيف[ر] على طلب خروشوف بالاستقالة من جميع مناصبه بسبب التقدم في السن وتدهور الصحة.
وفي 11 أيلول توفي خروشوف في موسكو، ولم يقم له مأتم رسمي ودفن في أحد مقابر موسكو.
بعد أن أصبح خروشوف القائد الفعلي للحكومة والشعب السوڤييتي، بدأ نشاطه على الساحة الدولية بزيارته يوغسلافيا حيث اعتذر من المارشال تيتو، ودعا إلى عودة اللحمة والصداقة بين البلدين والحزبين، ثم قام بزيارة الهند وإنكلترا وأفغانستان، كما حضر حفل البدء بمشروع السد العالي في مصر وقلد جمال عبد الناصر وسام بطل الاتحاد السوڤييتي، كما حضر اجتماع «الأربعة الكبار» في جنيف بهدف توطيد السلم العالمي.
وفي زيارته للولايات المتحدة حضر إحدى الجلسات في هيئة الأمم. في هذه الزيارات الدولية بدأ خروشوف يمارس دبلوماسية منفتحة خلافاً لما اعتادت عليه الدبلوماسية السوڤييتية سابقاً. في أواخر شهر شباط من عام 1956 انعقد المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي السوڤييتي، وبحضور قيادات الأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم وفي جلسة مغلقة ألقى خروشوف تقريره السري الذي تضمن هجوماً لاذعاً على السياسة الستالينية وهيمنة عبادة الفرد وعدم تقبل الرأي الآخر وعلى إساءة استعمال السلطة واستعراض أعمال التطهير والأحكام الجائرة التي طالت ملايين من الأبرياء عام 1933 وعلى تجاوزات الأجهزة الأمنية وما ولده كل ذلك من آثار سلبية على المجتمع السوڤييتي.
وقد كان لهذا التقرير تأثيراته المتباينة في الحركة الشيوعية العالمية، فقد انتقدته القيادة الصينية وتحفظت حوله أحزاب أخرى. إلا أنه أحدث هزة عنيفة داخل معظم الأحزاب الشيوعية، ومنها العربية التي كانت قياداتها تقتدي بالنهج الستاليني.
كان خروشوف أول من أطلق فكرة التعايش السلمي بين الأنظمة الاجتماعية المختلفة ومبدأ حل جميع الخلافات بين الدول بالطرق التفاوضية السلمية، كما دعى إلى وقف التجارب النووية تمهيداً لتحريم السلاح النووي والتوقيع على معاهدة عدم اعتداء بين دول حلف وارسو ودول حلف الأطلسي لوضع حد للحرب الباردة. وفي الميدان النظري أطلق مبدأ تنوع أشكال الانتقال السلمي إلى الاشتراكية في مختلف البلدان، وخاصة بلدان العالم الثالث، وهو ما عرف بمبدأ الطريق اللارأسمالي.
أدت هذه الأفكار دوراً هاماً في تهيئة الأجواء العالمية فيما بعد لإنهاء مرحلة الحرب الباردة وتوقيع اتفاقية (سالت 1) و(سالت 2)، المتعلقة بوقف التجارب النووية والحد من التسلح النووي.
برزت في مرحلة حكم خروشوف عدة أزمات دولية، أهمها قضية الصواريخ السوڤييتية في كوبا، والتي أنذرت باندلاع حرب عالمية وانتهت بسحب هذه الصواريخ من كوبا، لقاء تعهد أمريكي رسمي باحترام سيادة كوبا واستقلالها ، كما ألزم هذا الاتفاق أمريكا بسحب صواريخها من تركيا الموجهة إلى الاتحاد السوڤييتي.
الحدث الثاني كان انفجار التمرد في هنغاريا، والذي كان يهدد لو نجح، النظام الاشتراكي في شرقي أوربا، وقد تم قمع هذا التمرد بتدخل الجيش السوڤييتي بقرار من خروشوف.
وفي عهد خروشوف بُني جدار برلين، وأطلق الاتحاد السوڤييتي أول قمر اصطناعي للفضاء ثم أطلق أول إنسان للفضاء (غاغارين).
برزت في السنوات السبع التي حكم فيها خروشوف الاتحاد السوڤييتي بصفته الأمين العام للحزب ورئيس مجلس الوزراء قدراته السياسية والنظرية التي وضعها في خدمة التغيير السياسي والاجتماعي في الاتحاد السوڤييتي، وأثرت على كامل الحركة الشيوعية العالمية، كما على العلاقات الدولية.
وسيذكر التاريخ أن شخصيته القوية تركت بصماتها على المسيرة السلمية والتعايش السلمي، مما أدى إلى إنهاء مرحلة الحرب الباردة، وكذلك على توجهات الحركة الشيوعية، كما أدت إلى تأسيس للنزعة الليبرالية على أنقاض أسلوب الحكم الدكتاتوري الستاليني.
خروشوف
نيكيتا سرغييف
Saturday, December 27, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور