أحمد سيكوتوري

Friday, February 20, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
أحمد سيكوتوري

(1922 ـ 1984) أحمد سيكوتوري، أول رئيس لجمهورية غينيا المستقلة عام 1961، ويعرف اسمه محلياً بـ«توره سيكو أحمد» Toura Sekar Ahmad من زعماء الأفارقة الذين أسسوا منظمة الوحدة الإفريقية. ولد في بلدة فاراناه Faranah في غينيا الفرنسية. وهو أحد أحفاد المجاهد الوطني الغيني الكبير ساموري توري Samory Touré ت(1830ـ1900م). كان والد سيكوتوري وأمه فلاحين فقيرين أميين يعملان في الزراعة للقيام بأود عائلتهما، وقد أطلق عليه اسم سيكوتوري التي تعني «شيخ الطريقة» لأنه بدأ حياته بالمواظبة على كتّاب تحفيظ القرآن.

دراسـته ونضاله النقابي

بعد تركه المدرسة الدينية، انتقل أحمد سيكوتوري للدراسة في مدرسة جورج بوار G.Poire الفرنسية في كوناكري، وبعد عام واحد من دراسته أي في عام 1936، طرد منها لقيادته إضراباً يٌطالب بتوفير الطعام للطلاب، وبعد طرده من المدرسة أكّب على القراءة ليعوض ما فاته من الدراسة. بعد ذلك عمل كاتبا في مؤسسة خاصة هي مؤسسة النيجر الفرنسية، ثم تركها ليعين كاتباً في مصلحة البريد والاتصالات الغينية، ثم عمل موزعاً للبريد ثم محاسباً في الإدارة المالية. وخلال عمله في مصلحة البريد انخرط سيكوتوري في النشاط العمالي والنقابي، واستطاع تأليف أول نقابة لعمال البريد والاتصالات في غينيا، وبعيد مدة قصيرة قامت هذه النقابة، بقيادته بتنظيم أول إضراب ناجح لعمال البريد والاتصالات في غينيا استمر 76 يوماً، من أجل زيادة الأجور ومنع التسريح التعسفي. وفي عام 1945 أصبح سيكوتوري الأمين العام لنقابات عمال البريد والاتصالات، ثم عضواً قيادياً في اتحاد نقابات عمال غينيا الذي أسس بعد ذلك بمدة قصيرة. وانتسب هذا الاتحاد الى الاتحاد العام للشغل (CGT) Confédération générale du travail، وهو منظمة عمالية فرنسية يقودها الحزب الشيوعي الفرنسي، وتضم عدداً من اتحادات نقابات العمال في فرنسا ومستعمراتها. وانتخب سيكوتوري رئيساً للاتحاد العام للشغل في إفريقيا. وبعد فترة وجيزة انتخب سيكوتوري نائباً لرئيس اتحاد النقابات العالمي الذي أصبح اتحاد عمال غينيا عضواً فيه.

نضاله من أجل الاستقلال

منذ أواسط أربعينات القرن العشرين امتد نشاط سيكوتوري النقابي إلى الميدان السياسي، وكانت باكورة نشـاطه في هذا الميدان تعاونه مع كل من السياسيين فيلكس هوفويه بوانييه (من ساحل العاج) وليوبولدسنغور (من السنغال) لتأسيسس التجمع الديمقراطي الإفريقــي Rassemblement démocratique africaine (R.D.A)، وهو حزب أخذ ينشـط في إفريقيا الغربية الفرنسية، من أجل تحرير البلدان الإفريقية من الاحتلال الفرنسـي وأسـس «الحزب الديمقراطي الغيني» Parti démocratique de Guinée الذي أصبح أكبر حزب سياسي في البلاد.

وفي عام 1955 انتخب سيكوتوري رئيساً لبلدية كوناكري، فوجه اهتماماً خاصاً لتحسين الأحوال السكنية والمعاشية للعمال والفقراء عامة.

في عام 1956، في عهد الجمهورية الفرنسية الرابعة، انتخب سيكوتوري ممثلاً لغينيا في الجمعية الوطنية الفرنسية. ورأى سيكوتوري أن هذا المكسب هو موقع مهم للدفاع عن حق شعب غينيا في الاستقلال.

في عام 1957 أصبح سيكوتوري نائباً لرئيس المجلس التنفيذي (مجلس الوزراء) في غينيا.

في عام 1958 طرح الرئيس الفرنسي شارل دوغول أمام المستعمرات الفرنسية استفتاء للتصويت على أحد خيارين: الانضمام إلى رابطة اتحادية مع فرنسا أو الاستقلال. ووجد سيكوتوري في هذا الاستفتاء فرصة سانحة لتحقيق استقلال بلاده، فقاد مع حزبه حملة شعبية واسعة ترفض الارتباط بفرنسا وتطالب بالاستقلال، وجاءت نتيجة الاستفتاء مؤيدة لرأي سيكوتوري وحزبه، إذ اختارت الأغلبية الساحقة من السكان الاستقلال عن فرنسا. وكانت غينيا هي المستعمرة الفرنسية الوحيدة في إفريقيا التي لم تقبل الإبقاء على ارتباطها بفرنسا. وفي الثاني من تشرين الأول 1958 أُعلنت غينيا جمهورية مستقلة، وتولى سيكوتوري رئاسة الحكومة، ثم انتخب رئيساً لجمهورية غينيا في 17/1/1961.

رد الفرنسيون على نتائج الاستفتاء بسحب جميع خبرائهم وموظفيهم المدنيين، ونقل جميع معدات المواصلات القابلة للنقل إلى فرنسا. وتفادياً لوقوع انهيار اقتصادي في البلاد قبل سيكوتوري المساعدات التي عرضها الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية السابقة. وفي الوقت نفسه توجه لطلب المساعدة من بعض الدول الأوربية الغربية، كما عمد إلى الاقتراض الخارجي.

سياساته الداخلية والخارجية

كان سيكوتوري مسانداً متحمساً لنضال جميع الشعوب الإفريقية للتحرر من الحكم الاستعماري، كما تعاون بحماس مع الرئيس الغاني كوامي نكروما، وساند برنامجه الداعي إلى إقامة وحدة سياسية إفريقية. ولكن الاتحاد الذي أعلن عنه في أواخر عام 1960، لم يتحول إلى قوة مؤثرة على الساحة الإفريقية، كما انضمت غينيا في عهده إلى حركة عدم الانحياز. وكان لسيكوتوري أثر مهم في تثبيت دعائم الحركة وترسيخها على الصعيدين الإفريقي والدولي.

وفي أواخر الستينات ساءت الأوضاع الاقتصادية في البلاد بسبب مواقف الدول الغربية من سياسته وفي مقدمتها فرنسا، وزاد الوضع تفاقماً حين شن المنشقون الغينيون اللاجئون إلى غينيا البرتغالية المجاورة (غينيا بيساو اليوم) في عام 1971، هجوماً على العاصمة كوناكري بدعم من سلطات غينيا البرتغالية لإسقاط حكم سيكوتوري. وبعد إحباط الهجوم واعتقال بعض مدبريه، قام سيكوتوري بعملية تطهير سياسي واسعة في البلاد، وفرض القيود على تحرك القوى المعارضة، وواصل حكمه بقبضة من حديد.

وفي السنوات التالية زاد سيكوتوري من تركيز السلطة بين يديه، وأصبح أكثر اعتماداً على أفراد أسرته وقبيلته الذين تولوا المناصب الرئيسة في البلاد، وجمعوا من وراء ذلك ثروات ضخمة بطرق غير مشروعة. ومع أن الحزب الديمقراطي الغيني الذي أسسه سيكوتوري قد حافظ على السلطة إلا أنه فقد الكثير من جماهيريته، ولم يجد من يدافع عنه حينما وقع الانقلاب العسكري في غينيا بعد موت سيكوتوري بمدة قصيرة.

يُعدّ سيكوتوري واحداً من أبرز القادة النقابيين والسياسيين المعتدلين في القارة الإفريقية. وفي الفترة الأخيرة من حياته أسهم بنشاط ملحوظ في منظمة المؤتمر الإسلامي، وترأس في عام 1982 وفد المنظمة للوساطة في الحرب العراقية الإيرانية. ألّف سيكوتوري عدداً من الكتب السياسية وله ديوان شعر مطبوع.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.