علال الفاسي

Saturday, May 30, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
علال الفاسي

(1326-1394هـ/1908-1974م) محمد علال بن عبد الواحد الفاسي الفهري. زعيم وطني مراكشي من كبار الخطباء والعلماء في المغرب. ولد بمدينة فاس وتعلم فيها وتخرّج في جامع القرويين، وتتلمذ على يد عدد من فقهاء عصره وعلمائه، وكان من أبرز شباب القرويين المروّجين للسلفية، ثم أصبح مدرّساً في جامعة القرويين، وشيئاً فشيئاً حوّل دروسه الدينية إلى محاضرات في التربية القومية. عارض سلطات الاحتلال الفرنسي منذ بداية حياته؛ إذ وقف ضد منح جماعة من الفلاحين الفرنسيين ماء مدينة فاس عام 1928، وحين صدور الظهير (الظهير باصطلاح أهل المغرب هو المرسوم الملكي) البربري 1930 دعا إلى ثورة كل المغاربة، واعتُقل إثرها وأُوقف عن التدريس.

أدى تقاربه مع شباب الرباط إلى تأسيس كتلة العمل المراكشي وإصدار مجلة «المغرب» باللغة الفرنسية في باريس ومجلة «العمل المراكشي» باللغة العربية في مراكش. طالبت الكتلة التي نزلت ميدان العمل الجماهيري سنة 1934 بتنفيذ روح اتفاقية الحماية وفتح المجال أمام المستنيرين بالوظائف وتكوين النقابات وتوحيد التعليم، كما عمل علال الفاسي مع محمد الوزاني على إنشاء كتلة العمل الوطني السرية التي عرفت فيما بعد باسم «الحزب الوطني» الذي صدر قرار من السلطات الفرنسية بحله مباشرة بعد إعلانه عام 1937، ونفي علال إلى الغابون (في إفريقيا) بين عامي 1937-1941، ثم نقل إلى الكونغو عام 1941، وظل هناك حتى عام 1946. وفي أثناء وجوده في المنفى عقد مع من تبقى من مؤيديه مؤتمراً وطنياً سنة 1944 نجم عنه «حزب الاستقلال» الذي ترأسه لاحقاً.

نادى «حزب الاستقلال» بزعامة علال الفاسي في أثناء نفيه بالملكية الدستورية، والتقى مع السلطان محمد بن يوسف حول المناداة بالعروبة، والتي أكدها السلطان في خطابه بمدينة طنجة عام 1947 بقوله: إن بلاده عربية. وبعد عودته من المنفى سافر إلى القاهرة واتصل بالجامعة العربية ولجنة تحرير المغرب العربي التي كان يترأسها عبد الكريم الخطابي آنذاك, وأخذ بالعمل على تنوير الرأي العام بالقضية المراكشية وضرورة عرضها على الأمم المتحدة مستمراً في اتصاله الدائم بـ«حزب الاستقلال».

اجتذب علال الفاسي السلطان محمد بن يوسف إلى الحركة الوطنية بتكرار تصريحاته التي تضمّنت الولاء للعرش، مما دفع السلطات الفرنسية إلى الضغط على السلطان للفصل بينه وبين الحركة الوطنية التي آمن بها، حين طلبت من السلطان إصدار بيان يستنكر فيه أعمال «حزب الاستقلال»، إلا أن السلطان لم يقدم ذلك بنفسه، مما دفع بعض خصومه من أعوان الفرنسيين وهو تهامي الجلاوي إلى أن يُسمّي السلطان محمد بـ «سلطان حزب الاستقلال».

واستمر الولاء للعرش والسلطان وخاصة بعد نفي السلطان نفسه سنة 1953 من قبل السلطة الفرنسية، وارتفع صوت علال الفاسي من إذاعة صوت العرب بالقاهرة مندّداً بصنيعة فرنسا الذي نُصِّب بدلاً من السلطان محمد بن يوسف وهو محمد بن عرفة، داعياً إلى الثورة، مستمراً بالولاء للعرش وصاحبه، وهذا ما أدى إلى إحكام الوطنيين من «حزب الاستقلال» تدابيرهم ضد الفرنسيين والمتعاونين معهم من مقاطعة للبضائع الفرنسية وحرق لمزارع المستوطنين واغتيال المتعاونين معهم.

اختار السلطان محمد الخامس بعد عودته من المنفى في أواخر حكمه علال الفاسي لرئاسة لجان فنية كُلّفت وضعَ دستور للبلاد وولاه منصباً وزارياً أيضاً، واستمر موالياً للملك محمد الخامس ولابنه الحسن الثاني، إلا أنه تحوّل بعد ذلك إلى المعارضة المعتدلة في مجلس النواب إثر انتخابات سنة 1963، ثم عاد إلى العمل مع الحكومة محاولاً منع الانقسام في «حزب الاستقلال»، لكنه لم ينجح إذ انشق عنه تيار يساري بزعامة المهدي بن بركة.

أصيب الفاسي بنوبة قلبية سنة 1974، في أثناء زيارته لرومانيا وتوفي فيها، ونقل إلى الرباط حيث دفن فيها.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.