(1311ـ 1344هـ/1893ـ 1925م) فؤاد بن يوسف بن حسن سليم، قائد، من شهداء الثورة السورية الاستقلالية.
ولد في قرية «جباع» بقضاء الشوف من لبنان، وتلقى علومه في الكلية الأمريكية في بيروت، ونبغ في الآداب العربية والإنكليزية والعلوم الرياضية التي تولى بعد ذلك تدريسها في الكلية العباسية لصاحبها المربي المشهور الشيخ أحمد عباس.
وعندما قامت الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين بن علي عام 1916م ترك الشاب فؤاد مدينة بيروت وأتى إلى دمشق، ومنها ذهب إلى البادية ليلتحق بجيش الثورة في الحجاز، فاشتهر بوقائعه التي برهن فيها على بطولة رائعة؛ إذ عهد إليه بمهاجمة القوات التركية المرابطة على جسور السكة الحديدية الممتدة من معان إلى عمان.
دخل دمشق مع الملك فيصل وصار من المقربين إليه. وكان من ضباط الجيش العربي الفيصلي فرقي إلى رتبة رئيس، ولما نشبت موقعة ميسلون بقيادة الشهيد يوسف العظمة 24 تموز/يوليو1920م اشترك فؤاد بن يوسف بهذه الموقعة وأبدى بطولة وشجاعة فائقتين فكاد يؤسر ونجا بإعجوبة.
ولما تكونت حكومة عربية في شرقي الأردن على رأسها الأمير عبد الله الذي صار ملكاً؛ أحاطت به فئة من نجباء أبناء سورية من ساسة وإداريين واقتصاديين وعسكريين، ومنهم القائد فؤاد بن يوسف الذي كلف تنظيم الجيش العربي الأردني فنجح بذلك، وصار رئيس أركان حرب القوة السيّارة (السريعة الحركة) في حكومة شرقي الأردن، وسيّرها لقمع ثورات اشتعلت لإسقاط عرش الأمير، وأخمدها بحكمة وعقل ووطد مقام الأمير المتزعزع، وذلك ما أغضب الإنكليز الذين كانوا يسيطرون على مسيِّرات الأمور في حكومة شرقي الأردن ومنها الجيش العربي الفتي، وانتهى الأمر بنفي فؤاد مع فئة من فضلاء سورية بحيلة من أميرها عبد الله بن الحسين إلى مصر، فجاءها ونشر في صحفها مقالات يهاجم فيها السلطات الفرنسية والإنكليزية على السواء، واتصل به الإنكليز بمصر لحمله على الكف عن مهاجمتهم، فرفض العروض المغرية بكثير من الإباء والشمم، وصادف حينئذ أن دُعي إلى الحجاز لتنظيم الجيش السعودي، وفيما هو يعدّ الأهبة للسفر وقعت الثورة السورية سنة 1925م، ولم تمنحه السلطات الإنكليزية جواز سفر إلى سورية، فاجتاز صحراء سيناء على ظهر جمل متخفياً، كما عبر نهر الأردن سباحة، فاجتمع في فلسطين برشيد طليع وعجاج نويهض، واستطاع أن يأخذ كميات من السلاح والعقاقير إلى سورية، وهناك التحق بالثورة بالسويداء وكان من أبطالها، وتسلم القيادة في وادي العجم ووادي التيم، واحتل حاصبيا وراشيا وتوابعها، فخشيت السلطات الفرنسية أن تمتد الثورة إلى لبنان، فدفعت جيوشها من ثلاث جهات للقضاء على الثورة: من الشام وبيروت وصيدا، وشعر الثوار عندما احتدم القتال في معركة «مجدل شمس» قرب «سحيتا» بأن القوى غير متكافئة، وقرروا الانسحاب، وبقي القائد فؤاد بن يوسف مع أربعة عشر مقاتلاً ليشغلوا الجيش الفرنسي، فيفسحوا مجال الانسحاب للثوار وسكان القرى المجاورة. وبعد أن أمَّنوا ذلك بنجاح، وفيما هم ينسحبون سقطت قذيفة أصابت شظاياها القائد فؤاد بن يوسف إصابات قاتلة، وكان ذلك يوم السبت في الخامس من كانون الأول/ديسمبر، ودفن هناك في تل الأسود قرب قرية «سحيتا» فسمي «تل فؤاد»، وبنى له عمر آغا شمدين ضريحاً رخامياً متقناً كتب عليه لمحة عن حياته. حضر دفنه بعض إخوانه من المجاهدين.
فؤاد ابن يوسف
Tuesday, June 9, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور