سيد مكاوي

Monday, June 5, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: حسن نجفی
موارد بیشتر برای شما
سيد مكاوي
(1926 ـ 1997) سيد مكاوي ملحن ومطرب مصري، ولد في القاهرة. وعند ولادته كان مبصراً، لكنه فقد بصره في السنة الثانية من عمره، بعد تعرضه لمرض في عينيه. نشأ في طفولته نشأة دينية، فدرس في المدرسة الأزهرية الدينية، فحفظ القرآن الكريم، وأجاد ترتيله، وبدأ مسيرته بالإنشاد الديني. وفي الوقت نفسه درس العزف بالعود والمقامات الموسيقية والأوزان على يد الموسيقي محمود رأفت. وحفظ كثيراً من أدوار محمد عثمان وقصائد أبي العلا محمد وأغنيات عبده الحامولي [ر] وعبد الحي حلمي وزكي مراد [ر. مراد (أسرة-)]، وسالم العجوز وغيرهم. وفي عام 1940 دخل إذاعة القاهرة، وقدم بصوته الأغنيات التراثية.

كانت بدايات سيد مكاوي في التلحين في التواشيح الدينية التي غناها بصوته. أما أول ألحـانه الطربيـة فكان لليلى مراد [ر. مراد (أسرة-)]، عندما لحن لـها أغنيـة «حكايتنا احنا الاتنين»، وحققت بها المطربة شهرة واسعة، ودفعه نجاح الأغنية إلى السير في طريق التلحين، فلحن لكبار المطربين في مصر والوطـن الـعربي. وكانت أكــثر ألحانه لوردة الجزائريـة، مثل «أوقاتي بتحلو»، و«شعوري ناحيتك». ولحن لميادة الحناوي «طابت ليالينا»، و«إزاي سحرت القلب»، و«صورة حب». وممن لحن لهم أيضاً صباح، وهدى سلطان، وسمية قيصر، ومحمد عبد المطلب، وشريفة فاضل، كما غنى قسماً من ألحانه بصوته. ومما غناه «كده يحلو الكلام»، و«ليلة مبارح»، و«شوي علي وشوي عليك»، ليزيد رصيده من الألحان على 1500 أغنية. لكن قمـة ألحانه كانت لسـيدة الغنـاء العربي أم كلثـوم، عند ما لحـن لـها أغنيـة «يامسهرني»، وغنتها أم كلثوم عام 1972 في أواخر حياتها.

لم يكتف سيد مكاوي بتلحين الأغنيات فقط، وإنما اتجه نحو المسرح، فوضع موسيقى اثنتي عشرة مسرحية وألحانها، من أهمها «مدرسة المشاغبين». وألف ثنائياً ناجحاً مع الزجال صلاح جاهين، فقدم الاثنان العديد من المسرحيات الغنائية. لكن أشهر المسرحيات الغنائية لسيد مكاوي كانت «الليلة الكبيرة» التي كتبها فؤاد حداد، وقدمتها أولاً فرقة مسرحية، ثم قدمت من قبل مسرح العرائس للأطفال، وجاءت على شكل أوبريت. وتمثل هذه الأوبريت تجديداً مهماً في الموسيقى العربية.

كما قدم سيد مكاوي البرنامج الغنائي «المسحراتي» الذي كتبه فؤاد حداد، وغناه مكاوي بصوته في شهر رمضان عبر الإذاعة أولاً، ثم عبر التلفاز، واستمر البرنامج سنوات عديدة، وطرح العديد من القضايا الاجتماعية.

لحن سيد مكاوي كثيراً من الأناشيد الوطنية الجميلة، وكان أولها نشيد «حنحارب» الذي كتب كلماته صلاح جاهين، وقدمه مكاوي عام 1956 إبان العدوان الثلاثي الغاشم على مصر. ومن أناشيده الوطنية «الدرس انتهى لموا الكراريس» الذي غنته شادية بعد قصف العدو الصهيوني مدرسة بحر البقر، وأدى إلى اسستشهاد عدد كبير من التلاميذ. كذلك لحن وغنى «أنا العطشان ماليش ميه إلا فلسطين»، و«الأرض بتتكلم عربي».

زار سيد مكاوي سورية مرات عدة، ولحن فيها أغنيات عدة منها «سورية يا حرية» التي غنتها ميادة الحناوي. وفي أوائل آذار/ مارس عام 1997 زار بيروت، لإحياء حفلات عدة فيها، فتعرض لمرض أصاب جهازه التنفسي وحنجرته، نقل على إثره إلى مشفى الجامعة الأمريكية حيث توفي فيه، ومن ثم نقل جثمانه إلى القاهرة.
 أحمد بوبس

مراجع للاستزادة:
ـ نعمت أحمد فؤاد، أم كلثوم وعصر من الفن (القاهرة 1985).


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.