ألفونسو الثالث عشر

Thursday, October 9, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
ألفونسو الثالث عشر

 (1886 ـ 1941م) ألفونسو الثالث عشر Alfonso XIII والده ألفونسو الثاني عشر، ووالدته ماريا كريستينا. سمي ملكاً على إسبانية فور ولادته ووضع تحت وصاية والدته حتى عام 1902م عندما بدأ يمارس صلاحياته الفعلية.

كان ألفونسو محبوباً وذكياً، وشديد التعلق بوالدته، وكان ينظر إلى القضاء والنظام القضائي نظرة عدم الارتياح، لذا استحوذ هذا الموضوع على جانب كبير من اهتماماته التي وجدت تشجيعاً كبيراً من عدد من أعوانه العسكريين الذين كانت تربطه بهم علاقات صداقة خاصة. وكانت إسبانية وقتذاك تمر في مرحلة عدم استقرار ألفى الملك نفسه معها غارقاً في دوامة السياسة ومشكلاتها الكثيرة. فالنظام الانتخابي الذي أرسى دعائمه أنطونيو كانوفاس دي كاستيلّو عام 1876م (اغتيل عام 1897م)، أدّى إلى تناوب المحافظين والأحرار الحكم، وشهدت البلاد مرحلة من الفوضى تمَّ خلالها تأليف 33 حكومة في عشرين عاماً (1902 - 1923م). وزاد الأمر سوءاً الحالة المتردية التي آلت إليها إسبانية على الصعيد الدولي، فقد منيت بهزائم فادحة في الحرب الإسبانية الأمريكية عام 1898م أدت إلى فقدانها معظم مستعمراتها فيما وراء البحار مثل كوبة وبورتوريكو والفيليبين، إضافةً إلى ما خسرته في القارة الأمريكية نفسها. كل هذا وغيره، ولاسيّما تدخلات الملك ألفونسو في العمليات الانتخابية، أدّى إلى تدهور شعبيته وانحسارها، ونجم عن ذلك مؤامرات متوالية لاغتياله. ومع كل هذا، فقد كان الملك يتسم بشخصية قوية مكنته من الصمود لتلك المؤامرات مما أكسبه تقدير رعاياه. وفي عام 1909م وإثر إخفاق حكومة أنطونيو ماورا (1853- 1925م) في إقامة حكم برلماني، ازداد موقف الملك حرجاً وصعوبة، وتفاقم الوضع بعد أن مُنيت القوات الإسبانية بهزائم جديدة إبان الحرب المراكشية، التي غزت فيها إسبانية أراضي الريف في شمالي المغرب (1909 - 1929م)، وكان الملك يأمل من وراء ذلك الغزو استعادة بعض الهيبة والسمعة، وتحقيق انتصار يمحو آثار الهزائم السابقة في حرب المستعمرات الأمريكية.

كما شهدت برشلونة في العام نفسه (1909م) إضراباً عاماً أعطى الجيش مسوّغات لكي يحكم بالحديد والنار من أجل قمع المقاومة الشعبية. أما في الحرب العالمية الأولى فقد آثر الملك الوقوف على الحياد وعدم دخول الحرب تحاشياً لويلاتها، وقد أكبر فيه شعبه ذلك الموقف، غير أنه استغل زمن الحرب للوصول إلى نوع من الحكم يعزز سلطته، فتخلص من البرلمان، وأدى سعيه هذا إلى اندلاع موجة جديدة من العنف والاضطرابات في برشلونة عام 1917م. وفي عام 1921م اختار الملك صديقه الجنرال فرناندو سلفستر لمنصب كبير في مراكش؛ ولكن هذا الأخير حاقت به هزيمة كبيرة في معركة «آنوال» على أيدي الثوار المغاربة بقيادة الأمير عبد الكريم الخطابي[ر] (1882 - 1963م) واضطر الملك إلى تأليف لجنة تحقيق لتقصي أسباب هذه الهزيمة، وكان من نتائج عمل هذه اللجنة إدانة الملك نفسه وتحميله مسؤولية ما جرى هناك. لكن الانقلاب الذي قام به الجنرال ميغويل بريمو دي ريفيرا Miguel-Primo de Rivera في الثالث عشر من أيلول عام 1923م أنقذ ماء وجه الملك، فربط الملك مصيره بالديكتاتوريين الجدد. وعندما أفل نجم دي ريفيرا من السلطة عام 1930م، أضحى سقوط الملكية قاب قوسين أو أدنى، فتمَّ تأليف حكومة جديدة برئاسة القائد دامازو برنغوير Damaso Berenguer في محاولة يائسة لإنقاذ الملك. وبعد عدة محاولات للعودة إلى قانون الانتخابات كان الملك يعمل على إحباطها؛ وجد نفسه مضطراً إزاء الأوضاع الراهنة إلى الموافقة على إجراء انتخابات بلدية عامة عام 1931م، وقد أظهرت النتائج الأولية لهذه الانتخابات انتصار الأحزاب الجمهورية للمرة الثانية؛ وكانت الأولى عام 1890م. وطالبت هذه الأحزاب الملك بالتخلي عن العرش، ولاسيما بعد أن سحب الجيش دعمه له، لكنه رفض فأرغم على مغادرة البلاد في الرابع عشر من نيسان عام 1931م، وصودرت ممتلكاته عام 1932م. ولكن الجنرال فرانشيسكو فرانكو أعاد للملك اعتباره مواطناً إسبانياً، وفي الخامس عشر من كانون الثاني عام 1941م نزل الملك ألفونسو عن العرش رسمياً لابنه الثالث دون خوان Don Jaun كونت برشلونة آنذاك (الملك خوان كارلوس فيما بعد) وتوفي ألفونسو الثالث عشر في الثامن والعشرين من شباط في رومة ودفن هناك غريباً عن وطنه في كنيسة سانت ماريادي مونسيرتو؛ تاركاً مصير البلاد في يدي الجنرال فرانكو.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.