أنسلم الكنتربري

Monday, October 13, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
أنسلم الكنتربري

(1033 - 1109م) أنسلم الكنتربري Saint Anselme de Cantorbéry رئيس أساقفة كنتربري ومن فلاسفة أوربة في القرن الحادي عشر. ولد في أوستا Aosta في شمالي إيطالية وتلقى تعليمه في مدرسة دينية. ورحل في شبابه إلى فرنسة حيث واصل دراسته في مدرسة تابعة لدير «بك» Bec في مقاطعة النرماندي، وصار فيما بعد أستاذاً في المدرسة نفسها، ثم رئيساً للدير، وكثر عدد تلاميذه، وانتهى به المطاف رئيساً لمطارنة كنتربري سنة 1093م، وكان له دور في الصراع بين البابوية ومملكة إنكلترة.

خضع أنسلم لتأثير القديس أوغسطين، لكنه أراد أن يضع إمكانياته العقلية كافة في خدمة الدين والبحث عن برهان عقلي بحت يثبت بوساطته وجود الله والحقائق الإيمانية كافة.

ألف في بداية أمره كتاب «مناجاة النفس» عرض فيه ثلاثة أدلة على وجود الله، استند فيها على فكرة التدرج في الكمال في سبيل الوصول إلى الخير المطلق والموجود الأول بذاته.

أما الدليل الذي ارتبط به اسم القديس أنسلم فهو ما أسماه كَنت[ر] «الدليل الأنطولوجي» أو الوجودي، أما أنسلم نفسه فقد أسماه الدليل الأوحد أو دليل العظمة، وقد عرض هذا الدليل في كتابه «التمهيد».

وهو يبدأ بتعريف الله على أنه «الكائن الذي يستحيل علينا أن نتصور ما هو أعظم منه»، وهذا التعريف ميسور حتى للأحمق الذي ورد ذكره في الكتاب المقدس: «قال الأحمق في قلبه: لا يوجد إله»، مثل هذا الكائن يمكن أن يقال عنه إذن: إنه موجود في العقل، ولما كان الوجود بالفعل أكمل من الوجود في العقل، وكان الله هو الكائن الذي لا يمكن تصور ما هو أعظم منه، فإن الله موجود، وإلا فإننا سوف نقع في تناقض أحمق.

ولقد أثار الدليل الوجودي جدلاً مستفيضاً بين الفلاسفة، فقد اعترض عليه الراهب غونيلون، وألف كتاباً في ذلك سماه: «الدفاع عن الأحمق»، وهاجم فيه سلامة النتيجة التي ينتهي إليها البرهان، ويشير إلى أن في إمكان المرء عن طريق برهان مشابه أن يثبت وجود أي شيء، كوجود جزيرة هي أكمل الجزر على سبيل المثال. واعترض أنسلم على هذا النقد حين حصر في رده على النقد الانتقال من «الوجود في العقل» إلى «الوجود بالفعل» في حالة واحدة فقط، هي حالة الكائن الذي لا يمكن أن نتصور ما هو أعظم منه، أي الكائن اللامتناهي وهو الله.

رفض توما الإكويني[ر] فيما بعد هذا الدليل، وقبله ديكارت[ر] وأتباعه، بل دافعوا عنه بحماسة وطوروه، ثم رفضه كَنت ضمن سياق رفض الأدلة العقلية على إثبات وجود الله، في حين امتدح هيغل ما عدّه: أول انتقال في تاريخ الفكر من المعنى المجرد إلى الوجود.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.