(1913 ـ 1992) فيلي برانت Willy Brandt (واسمه الحقيقي كارل هربرت فرام Karl Herbert Frahm قبل خروجه من ألمانية) واحد من أهم الشخصيات السياسية في ألمانية وأوربة في مرحلة مابعد الحرب العالمية الثانية. ولد في مدينة لوبيك الساحلية في شمالي ألمانية، وانتسب، منذ أن كان تلميذاً في المدرسة الثانوية، إلى منظمة الشبيبة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني S.P.D، ثم تولّى قيادة هذه المنظمة بعد وقت قصير، وهكذا اختار برانت منذ بداية حياته السياسية طريق الديمقراطية في الوقت الذي كان يتصاعد فيه نشاط الحركة النازية في ألمانية. وبعد حصوله على الثانوية العامة، هاجر برانت عام 1933 إلى أوسلو بعد أن أسقطت عنه الجنسية الألمانية، ولكنه ظل على الولاء العميق لوطنه ألمانية وهو يعمل في الصحافة في النرويج قبل أن يلتجئ إلى السويد هرباً من الاحتلال النازي، وظل فيها حتى نهاية الحرب (1945)، حين عاد برانت إلى برلين ليعمل فيها مراسلاً للصحافة الاسكندنافية حتى عام 1947، ثم انصرف إلى العمل السياسي وانتخب في عام 1948 نائباً لرئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وتولّى بعدئذ رئاسة هذا الحزب من عام 1964 حتى عام 1987.
شغل برانت منصب عمدة (محافظ) برلين الغربية عام 1957، واحتفظ به حتى عام 1966، حين تسلم منصب نائب المستشار ووزارة الخارجية في جمهورية ألمانية الاتحادية في حكومة المستشار كيسينغر Kiesinger الائتلافية.
وقد حرّك برانت الرأي العام العالمي تجاه وضع برلين، العاصمة الألمانية المقسمة في ظل التوازن الدولي بين كتلتي الشرق والغرب. وفي عام 1969 صار برانت مستشاراً لألمانية الاتحادية وظل في هذا المنصب حتى استقالته عام 1974 إثر فضيحة تجسس (قصة الجاسوس غيوم Guillaume) لمصلحة جمهورية ألمانية الديمقراطية طالت مكتبه وأثارت ضجة كبيرة. وفي عام 1971 حصل برانت على جائزة نوبل للسلام بعد أن أحدث تحولاً جذرياً في سياسة ألمانية والكتلة الغربية تجاه الكتلة الاشتراكية باعترافه العلني بخط الحدود الألمانية ـ البولندية الذي رسم بعد الحرب العالمية الثانية، وهو خط أودرـ نايسه Oder Neisse، ممهداً بذلك لإنهاء الصراع بين الشرق والغرب. وتوصل بعد جهود كبيرة إلى عقد معاهدات مع كل من الاتحاد السوفييتي (سابقاً) وبولندة وتشيكوسلوفاكية (سابقاً)، ووضع أسساً جديدة للعلاقات الخاصة مع جمهورية ألمانية الديمقراطية مهدت فيما بعد للوحدة بين الدولتين الألمانيتين.
وفي 1974 انتخب برانت رئيساً لمنظمة الدولية الاشتراكية خلفاً للنمسوي كرايسكي، فوجّه جهوده منذ ذلك الحين إلى حل المشكلات الدولية وفي مقدمتها تخفيض وتيرة التسلح، وترسيخ قواعد السلم الدولي. وعني بمتابعة القضايا الدولية الكبرى ومنها محاولة بناء الجسور بين دول الشمال الصناعية، ودول الجنوب النامية. وكان ينظر إليه بوصفه زعيماً ألمانياً وشخصية أوربية وعالمية مرموقة، ومرجعاً في مواجهة المعضلات الكبرى التي يواجهها العالم في هذا العصر ومنها الجوع والبؤس وتدمير البيئة والخوف من الحرب.
وبعد وفاته كرّمته بلاده على أعلى مستوى حين أقيم في السابع عشر من تشرين الأول 1992 في مبنى الرايخستاغ في برلين، الذي يذكّر بالديمقراطية الألمانية في أيام مجدها قبل الحكم النازي، احتفال رسمي لتأبينه بحضور كبار رجال الدولة وشخصيات رسمية من عدة دول. وهكذا انتهت حياة رجل عظيم أسهم في صنع حقبة من تاريخ ألمانية وأوربة بعد الحرب العالمية الثانية.
برانت
فيلي
Saturday, October 25, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور