(1862 - 1932) أرستيد بريان Aristide Briand سياسي ورجل دولة فرنسي، ولد في نانت في أسرة متواضعة وتوفي في باريس. وصل بريان إلى أعلى المناصب السياسية بعد دراسة الحقوق والعمل بالمحاماة والصحافة، وكان خطيباً بارزاً، وتعزى إليه فكرة «الإضراب العام» التي تولدت لديه بعد انخراطه في النضال الاشتراكي والنقابي، فالإضراب في رأيه أنجع وسيلة لمقاومة الرأسمالية.
أسس بريان مع صديقه جان جوريس[ر] Jaurès الحزب الاشتراكي، وصار أميناً عاماً له عام 1901. وبعد محاولات مخفقة تمكن عام 1902 من الفوز بعضوية البرلمان الفرنسي، وأعيد انتخابه عدة مرات.
نجح بريان في تحقيق التصويت لقانون فصل الكنيسة عن الدولة عام 1905، بيد أنه طُرد من الحزب عام 1906 لخروجه عن الخط السياسي للحزب وتغير أفكاره، ونادى بحرية الضمير والعبادات، وذاعت أفكاره التقدمية بعد أن صار وزيراً عدة مرات، واختير رئيساً للوزراء أكثر من إحدى عشرة مرة، مع احتفاظه مدة طويلة بوزارة الخارجية. وقد تمكن في رئاسته الأولى للوزارة الفرنسية من إنهاء إضراب عمال السكك الحديدية.
أسهم بريان مع نظيره وزير الخارجية الألماني غوستاف سترسمان Streseman عام 1909 في وضع أسس اتفاقيات الأمن المتبادل التي وقعت في لوكارنو Locarno عام 1925. ومن منصبه في الخارجية دعم عصبة الأمم وشارك في توقيع ميثاق في باريس عام 1928 عُدت فيه الحرب خروجاً عن القانون، ودعا إلى إنشاء وحدة فدرالية بين سبع وعشرين حكومة أوربية.
ومع أنه أسهم إسهاماً فعالاً في إرسال القوات الفرنسية للمشاركة في حرب البلقان، وتأييده استعمار سورية بقوله «سنكون الورثة الشرعيين للدولة العثمانية في الأراضي السورية» (1912)، نادى بنزع السلاح الشامل، وحفَّز التعاون الدولي، ونال جائزة نوبل للسلام عام 1926. غير أنه أخفق في الوصول إلى رئاسة الجمهورية الفرنسية عام 1931 بسبب خصومته مع التيار القومي، وخسر أمام بول دومير Paul Doumer.
